نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: لبنان والدمى المتحرِّكة, اليوم الاثنين 25 أغسطس 2025 03:09 صباحاً لا إعياءَ في الكَلِمَةِ. فَهيَ بِوَجهِ العَدَمِ فَيضٌ. لَكِنَّها تَتَخَرسَنُ إن أتى ذِكرُ ساسَةِ لبنانَ. أوَيَستَأهِلونَ كَلِمَةً، والكَلِمَةُ حُلولِيَّةٌ في الوجودِ، وَهوَ بَراءٌ مِنهُمُ؟ في الإرثِ الإبراهيميِّ مُثُلٌ، مَعايِّيرٌ، قِيَمٌ لِلمُعطَياتِ: تُحيطُ بِها، تُقيسُها، وَلَها عَلَيها حُكمُ الحِكمَةِ، مِنَ الأَعلى الى الأَسمى، وَبَينَهُما المُنَزَّهُ. هذا في الوجودِ إذا شاءَ أن يَكونَ وجوداً لا عَدَماً. وَعلى هذا، سارَتِ الأفلاطونِيَّةُ في ما أحدَثَتهُ مِن فِكرٍ طالَ أحَقِيَّةَ الوجودِ في الفَضائِلَ. أمَّا ساسَةُ لبنانَ فَهُم دُمى مُتَحَرِّكَةٌ بِقُدرَةِ بَهلَوانٍ مِن خارِجَ، مُتَلَبِّسٍ بِعَباءاتٍ ديكتاتورِيَّةٍ تارَةً أو مُتَباهٍ بِعُروضِ أراجوزَ أطواراً، دائمَ العَبَثِ بِحَقيقَةِ لبنانَ، التي هُم أصلاً عارِضوها لِلتَبايُعِ بِأبخَسَ الأثمانِ. والدُمى، لِجَوهَرِ الوجودِ، عَدَمٌ مِن عَدَمٍ لِعَدَمٍ. غايَتُهُمُ، بِحَدِّ ذاتِها، دُخولٌ في نيرفانا الفَناءِ... هُناكَ حَيثُ كُلُّ حَدٍّ مُلغىً وَكُلُّ فَرقٍ مُفنى. فَردانِيَّةُ لبنانَ، المَواضِيَ والحاضِرَ والأواتِيَ، أَهَمُّ الأبَدِ في الأَبَدِ، واجِبَةُ الحِفاظِ عَلَيها في ما هي حُلولِيَّةٌ كوسمولوجِيَّةٌ، مُذ قالَ لبنانُ لِلكَلِمَةِ: كوني! فَكانَت. وَكانَتِ البَشَرِيَّةُ حَضارَةً. قَبلَهُ، لبنانُ، كانَتِ البَشَرِيَّةُ إضمِحلالُ وجودٍ وَتَهافُتُ عُبورٍ. بِهِ، غَدَت، لِلزَمَنِ، تَجَلِيَّاتٍ، قراراتٍ، فإنجازاتٍ. فَردانِيَّةُ لبنانَ، الآواتيَ والحاضِرَ والمَواضِيَ، أَهَمُّ الأزَلِ في الأَبَدِ، تَلاحُمُ التَكاثُفِ والتَراصِّ، مُذ قالَ لبنانُ لِلزَمَنِ: تَفاعَل! فَتَنامى. قَبلَهُ، لبنانُ، كانَ خِدعَةً وَلا شَواهِدَ. بِهِ، غَدا مَنبَعاً. قِيمَةَ فِعلِ الصَميمِ. ثَباتَ الفِعلِ بِوَجهِ الباطِلِ. كُلِّ باطِلٍ وَكُلِّ الباطِلِ. ها هوَذا لبنانُ الحَيُّ: غَلَبَةُ المِعنى على الخَلقِ. غَلَبَةُ اللانِهايَةِ على الضَلالِ كَما على ضَلالِ الضَلالِ. الدَينونَةُ الفاصِلَةُ بَينَ إختِباراتِ الزَوالِ والزَوائِلَ، قَبلَ وَأَثناءَ وَبَعدَ زَوالِها. قُلتُ دُمى لبنانَ، ساسَتُهُ؟ هو الفِردَوسُ في لانِهائِيَّاتِهِ. هُمُ، إرضاءٌ لِكِفاياتِ ذاتِيَّاتِهِمِ الآنِيَّةِ، يَبغونَهُ ضَحِيَّةَ مُجازَفاتِ دِبلوماسِيَّاتِ الثَعابينَ وَعَبَثِيَّاتِ الأياديَ الباطِشَةِ التي تُحّرِّكُهُم فَوقَ مَثاوٍ بِأَهوالِ الدِماءِ. هُمُ مَعدومو الكِيانِيَّةِ، مُقفَلونَ على الغامِرِ المُطبِقِ بالجُحودِ. وَهوَ، الذي يَكونُ كَينونَتَهُ، تَأكيداً لِجَوهَرِ الوجودِ، مَحَكُّ حَدِّ ذاتِهِ لِأَجلِ حُكمِ الخَيرِ بِالخَيرِ، لِلخَيرِ. هو الصَمَدُ، ذاتِيَّةُ النَقاوَةِ الصارِمَةِ. الإخلادُ الى التَقريرِ ساسَةُ لبنانَ، دُماهُ المُتَحَرِّكَةُ، لبنانُ يَتَقِيَّأُهُمُ، الواحِدُ تِلوَ الآخَرِ. الوَيلُ لَكُمُ لِأَنَّكُمُ دُستُم أُطُرَ الحَياةِ التي إبتَكَرَها، مُتَفَجِّرَةً في المَسؤولِيَّةِ المُقَرِّرَةِ بَينَ أسبابِ العَقلِ وَسَبَبِيَّاتِ الروحِ!. الوَيلُ لَكُمُ لِأَنَّكُمُ ما صُنتُم حَقيقَتَهُ الحَقَّةَ، سَبَبِيَّةَ وجودِهِ، فَباتَ لِلسَيطَرَةِ أوِ الضَمِّ رَهينَةَ الوَقتِ! الوَيلُ لَكُمُ لِأَنَّكُمُ أَبَدتُم مُبَرِّرَ لبنانَ أَمامَ ذاتِهِ وَأَمامَ الضَميرِ العالَمِيِّ وَهوَ أمانَتُهُ لِلحُرِيَّةِ، فَباتَ، وَهوَ الأَمينُ لِذاتِهِ وَلِلسِعَةِ التي لا تَستَنفِدُ ذاتَها، نَكِرَةَ الوَهَنِ، أَسيرَ إِعتِباطِيَّاتِ مَدارِكَ وَمُخادَعاتِ نُزوعَ! لبنانُ الفَردانِيَّةُ ال"غَيرُ": تَقريرُ الأَلَقِ. بَلِ الإِخلادُ الى التَقريرِ. تَقريرِ الحُرِيَّةِ. غَلَّابُ تُرَّهاتِ الإِستِعبادِ والإِستِلحاقِ والإِستِمحاءِ. أَلَيسَ يَومَ تَرأى لِلمُفَوَّضِ السامي الفَرَنسِيِّ الجِنِرال هنري غورو، مَن أعلَنَ مِن قَصرِ الصَنَوبَرِ قِيامَ "دَولَةِ لبنانَ الكَبيرِ" في أَوَّلَ أَيلولَ 1920، في مُحاضَرَةٍ ألقاها في مَدينَةِ الإسكَندَرِيَّةِ المِصرِيَّةِ، نُزوعُ ضَمِّ دَولَةِ لبنانَ الى فِدِرالِيَّةٍ تَجمَعُهُ مَعَ الدُوَلِ السورِيَّةِ الأربَعِ، إستَشاطَ البَطرِيَركُ المارونِيُّ الكَبيرُ، الأَوَّلُ والأَخيرُ، الياسُ الحُوِيِّكُ فَهَدَّدَهُ، وَبِوجودِهِ، صارِخاً: "إذا مُسَّت حَفنَةٌ مِن تُرابِ لبنانَ فَأَنا خِلالَ 24 ساعَةً أُشعِلُها ثَورَةً في البِلادِ"؟ يَومَها... كانَ في لبنانَ مَن يَقِفُ بِوَجهِ عَدَمِيَّةِ لبنانَ.