أشار متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران ​الياس عودة​، إلى أنّ "الآباء يعلّموننا أنّ الحياة المسيحيّة ليست طقوسًا أو معرفةً لاهوتيّةً وحسب، بل تطبيق عملي ومسيرة نحو التشبّه بالمسيح الّذي غفر لصالِبيه وهو معلَّق"، متسائلًا: "إذا كان الرّبّ البريء قد غَفر لقاتليه، فكم بالحريّ ينبغي علينا نحن الخطأة المديونين، أن نغفر لإخوتنا؟".

ولفت خلال ترؤّسه خدمة القدّاس في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت، إلى "أنّنا حين نجد أنفسنا في مواجهة من أساء إلينا، علينا أن نتذكّر أوّلًا كم أسأنا إلى إخوتنا الّذين سمّاهم المسيح إخوته، وكم أسأنا إلى الله، وكم غفر لنا بدم ابنه. علينا أن نتذكّر أنّنا كنّا عبيدًا محكومين بالموت، فأطلقنا الملك السّماوي مجّانًا".

وأكّد المطران عودة "أنّنا حين نغفر لا نفضّل على الآخر، بل نحفظ غفران الله علينا، ونختبر حرّيّة القلب وسلامه. وإن وَجدنا قلبنا عاجزًا عن الغفران، فلنطلب إلى الله أن يلينه، ولنترك له، هو الدّيّان العادل، الحَكَم العادل علينا وعلى من أساء إلينا".

وشدّد على أنّه "كم نحن بحاجة في بلدنا إلى الغفران وتخطّي الأحقاد والخلافات، والتعلّم من الماضي من أجل بناء مستقبل سلامي، مستقر، آمن ومزدهر. وحدهما الغفران والمسامحة ينتشلان البلد من دوّامة الصّراعات والاتهامات والإدانات المتبادلة".