نفذ الجيش الإسرائيلي قصفاً مدفعياً واسعاً على مناطق واسعة في محيط مدينة غزة، التي تشهد نزوحاً واسعاً. كما شهدت جباليا تصعيداً عسكرياً خطراً إثر توغل جديد للقوات الإسرائيلية، تزامناً مع اشتباكات عنيفة وقصف مكثف، بينما خرجت تظاهرة حاشدة في تل أبيب للمطالبة بوقف الحرب، واتهم المتظاهرون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بارتكاب جريمة إبادة جماعية.وفي اليوم ال 687 للحرب، قتل الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، عشرات الفلسطينيين بينهم 8 أطفال على الأقل، بهجمات متفرقة شنها على مختلف مناطق قطاع غزة.وسجلت مستشفيات القطاع مقتل 51 فلسطينياً بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أن معظم الضحايا سقطوا في مدينة خان يونس جنوباً. واستهدفت الهجمات الإسرائيلية خياماً تؤوي نازحين ومنازل ومنتظري مساعدات وتجمعات مدنية، بينما يتواصل القصف المكثف لحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة والمتزامن مع عمليات نسف على نطاق واسع للمباني والمنشآت في إطار خطة الجيش لإعادة احتلال المدينة ومن ثم القطاع بالكامل، في وقت أفادت فيه وسائل إعلام عبرية بمقتل جندي إسرائيلي في خان يونس جنوبي قطاع غزة جراء «حدث أمني صعب».وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أمس السبت: إن الهجوم الإسرائيلي المكثف على مدينة غزة أدى لنزوح أكثر من 16 ألف شخص بين 12 و20 أغسطس الجاري. وأضافت الوكالة، في منشور على منصة «إكس»، أن هذه العائلات اضطرت إلى حمل خيام معها لعدم السماح بدخول أي إمدادات إيواء جديدة إلى غزة منذ ما يقرب من ستة أشهر، مشيرة إلى أن هؤلاء النازحين يقيمون في إحدى مدارس «الأونروا» المكتظة التي تحولت إلى ملاجئ.وحذرت «الأونروا» من أن تكثيف الهجوم على مدينة غزة سيدفع المزيد من المدنيين للنزوح، ودعت إلى ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في القطاع المنكوب.ويعيش سكان مدينة غزة، التي تضم نحو مليون نسمة، حالة من الخوف والترقب مع تصاعد الحديث عن هجوم إسرائيلي وشيك قد يدفع الآلاف للنزوح مجدداً نحو جنوب القطاع، حيث المخيمات المكتظة وظروف المعيشة القاسية. وأشارت وكالة «شينخوا» إلى أن «في الأحياء المزدحمة والخيام المنتشرة بين أنقاض المباني، لا حديث للسكان سوى عن العملية العسكرية المحتملة، النقاشات الحذرة تنتقل من بيوت مهدمة إلى المجالس الصغيرة وحتى إلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث يسود شعور بالقلق الجماعي مما قد تحمله الأيام المقبلة».في الأثناء شارك الآلاف، مساء أمس السبت، في تظاهرة احتجاجية في تل أبيب، للمطالبة بوقف حرب الإبادة والتجويع في غزة، متهمين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بارتكاب جريمة إبادة. وجاءت التظاهرة بدعوة من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في مناطق ال48، والأحزاب العربية، ومنظمات المجتمع المدني وقوى يسارية إسرائيلية رافضة للحرب.ورفع المشاركون خلال التظاهرة لافتات مطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وإبرام صفقة تبادل أسرى.وكتب على بعض اللافتات التي رفعها المتظاهرون، «كفى للإبادة الجماعية»، «أوقفوا الحرب»، «أدخلوا المساعدات الإنسانية»، «أوقفوا قتل الأطفال»، «نتنياهو يبيد غزة». (وكالات)