تحذير من ارتفاع الحرارة الشديدة وتأثيرها على الطيور الاستوائية حتى في الغابات النائية.. فما حجم الخطر؟

ra 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

المناطق الاستوائية وتأثير موجات الحر على أعداد الطيور الفريدة

المناطق الاستوائية تُعد من أكثر البيئات تنوعًا بيولوجيًا على كوكب الأرض، حيث تأوي آلاف الأنواع من الطيور مثل الببغاوات والطوقان والطيور الطنانة التي تزدهر في الأجواء الحارة والرطبة، لكن تأثير موجات الحر الشديد في ظل تغير المناخ يهدد هذا التنوع الحيوي بشكل متزايد، مما يؤدي إلى انخفاض أعداد الطيور في هذه المناطق بشكل ملحوظ.

تأثير موجات الحر على أعداد الطيور في المناطق الاستوائية

مقال مقترح محمد بن سلمان والسيسي يؤكدان رفضهما القاطع لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين – ما التفاصيل؟

شهدت المناطق الاستوائية زيادة تصل إلى 10 أضعاف في عدد الأيام الحارة بشكل خطير مقارنةً بالفترة التي سبقت 40 عامًا، ما تسبب في تعديل بيئة هذه الطيور بشكل كبير، وفقًا لدراسة حديثة نُشرت في مجلة “Nature Ecology and Evolution”. بين عامي 1950 و2020، أدت موجات الحر الشديدة إلى تراجع أعداد الطيور الاستوائية بنسبة تتراوح بين 25% و38%، حيث أثبتت الدراسة أن موجات الحر تعتبر المحرك الأساسي لفقدان الأنواع حتى في المناطق النائية التي تتمتع بحماية بيئية صارمة. يشرح أستاذ علوم الحفاظ على البيئة جيمس واتسون من جامعة كوينزلاند أن ارتفاع درجات الحرارة الشديدة يفرض ضرورة التعامل العاجل مع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، حيث من المتوقع أن تزداد شدة ووتيرة هذه الموجات مستقبلاً.

كيف تؤثر موجات الحر الشديدة على الطيور في المناطق الاستوائية؟

تابع أيضاً وفد إماراتي يزور جامعة الإسكندرية للتعرف على برامجها الأكاديمية

حلل فريق البحث أكثر من 90 ألف ملاحظة علمية لأكثر من 3 آلاف مجموعة طيور، مستخدمين سجلات الطقس التي تعود إلى عام 1940 لمقارنة استجابة الطيور للأحوال الجوية المتطرفة، كالحرائق والأمطار الغزيرة وموجات الحر. كما تم فحص بيانات النشاط الصناعي البشري بهدف تقييم أثر تغير المناخ بدقة.
أظهرت النتائج أن التعرض لدرجات حرارة شديدة يؤثر بشكل أكبر في خطوط العرض التي تقل عن 55 درجة شمالًا أو جنوبًا، مع تركيز أكبر على المناطق الاستوائية التي تقع تحت 23 درجة، حيث يعاني التنوع الحيوي بشدة.
تتضمن التأثيرات الفيزيولوجية على الطيور فرط الحرارة الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة أجسامها، مع عدم قدرتها على التعرق، فتُلاحظ استراتيجيات محدودة مثل اللهاث أو كشف الجلد في محاولة لتبريد أجسامها، ما قد يسبب جفافها أو فقدان الوعي، بل ويصل أحيانًا إلى سقوطها من أعشاشها. يترافق ذلك مع احتمالية حدوث أضرار في أعضاء الطيور تؤدي إلى إضعاف قدرتها على التكاثر، مما يسهم في انخفاض الأعداد تدريجيًا.

التهديد المتزايد لتنوع الطيور في المناطق الاستوائية بسبب تغير المناخ

قد يهمك بعد سنوات من الانتظار.. فتاة نجرانية تثبت نسبها بـDNA وتحصل على الجنسية السعودية

تشير الدراسة إلى أن المناطق الاستوائية تشكل نظامًا بيئيًا حساسًا للغاية، نظرًا لوجود أنواع طيور محدودة الأعداد ضمن نطاق دقيق من درجات الحرارة المقبولة، وقد عبر مدير استراتيجية الحفاظ على الطيور في منظمة “Birdlife” مورير غولو مورير عن قلقه من أن تجاوز هذه الطيور للنطاقات الحرارية المريحة يجعل من الصعب عليها التكيف والبقاء.
تكشف الدراسة أيضًا أن تأثير موجات الحر القصوى أكبر بكثير من متوسط الزيادات السنوية في درجات الحرارة الناجمة عن تغير المناخ، وهو ما يفسر سبب النفوق الكبير للطيور حتى في المناطق المحمية والنائية التي كانت تعتبر ملاذات آمنة للتنوع البيولوجي.
في غابات بنما والأمازون المطيرة، تراجعت أعداد الطيور لأكثر من 50% خلال العقدين الأخيرين في معظم الأنواع، مما يعكس هذا التهديد البيئي الحاد.

  • ارتفاع درجات الحرارة بشكل متكرر يؤدي إلى فرط حرارة الطيور
  • فقدان القدرة على التكيف مع التغيرات المفاجئة في المناخ
  • تلف الأعضاء الحيوية وتأثيره على الإنجاب
  • انخفاض التنوع البيولوجي في مناطق كانت تحميها الظروف الطبيعية سابقًا

يؤكد الباحثون ضرورة عدم تجاهل هذه المؤشرات التي تُعد جرس إنذار لعواقب استمرار الانبعاثات الغازية، خاصة أن تغير المناخ لا يميز بين المناطق المحمية والمناطق المفتوحة؛ إذ يُبدي تأثيراته السلبية على التنوع البيولوجي بشكل شامل وواضح. توضح الدراسة أن حماية habitats ليست كافية إذا ما استمر ارتفاع درجات الحرارة المتطرف، ما يتطلب استراتيجيات شاملة لتخفيف آثار تغير المناخ من خلال تقليل الانبعاثات وتعزيز مقاومة النظم البيئية.

الفترة الزمنية نسبة انخفاض أعداد الطيور
1950 – 2020 25% إلى 38%
1977 – 2020 (بنما) أكثر من 50%
2003 – 2022 (الأمازون) أكثر من 50%

تكشف هذه الأرقام العلمية الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات فورية لمواجهة تأثير موجات الحر على الطيور في المناطق الاستوائية، التي تمثل حجر الزاوية في التنوع البيولوجي العالمي ونظام بيئي حساس للغاية، حيث تتوقف حياة آلاف الأنواع على قدرة البشر في السيطرة على تغير المناخ وتقليل الانبعاثات المسببة لتلك الظواهر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق