الرحلة الزراعية في فيتنام على مدى 80 عامًا شهدت تطورًا ملحوظًا، حيث تجاوزت الزراعة مرحلة الاكتفاء الذاتي لتصبح دعامة قوية للاقتصاد الوطني؛ تستورد فيتنام منتجات زراعية مثل الأرز والقهوة وفاكهة التنين والروبيان والأسماك من مئات الدول، محققةً عوائد سنوية تُقدر بعشرات المليارات من الدولارات. حبوب الأرز اليوم تمثل رمز التغيير الكبير الذي حملته الزراعة الفيتنامية لتحول فيتنام إلى واحدة من أكبر مصدري الأرز على مستوى العالم.

رحلة الزراعة الفيتنامية وتحولها إلى ركيزة أساسية في الاقتصاد الوطني

على مدى ثمانين عامًا، خاضت المنتجات الزراعية الفيتنامية مسيرة طويلة من التحديات والإنجازات، حيث لم تبقَ الزراعة مجرد مصدر للاكتفاء الذاتي، بل صارت ركيزة رئيسية تدعم اقتصاد البلاد بقوة؛ فبفضل الابتكار المستمر في السياسات الزراعية واقتصاد السوق، تحولت فيتنام إلى دولة مصدرة كبرى للأرز والقهوة وغيرها من السلع الزراعية. يقول السيد دو ها نام، رئيس جمعية الأغذية الفيتنامية، إن اختيار أصناف جديدة ومناسبة للسوق كان عنصرًا أساسيًا في تعزيز مكانة البلاد عالميًا، ويأتي أرز ST25 كمثال بارز على الجودة، حيث نال لقب أفضل أرز في العالم لعام 2019. يشير الأستاذ المشارك الدكتور بوي با بونغ، رئيس جمعية صناعة الأرز الفيتنامية، إلى أن نجاح التصدير يعود إلى إبداع المزارعين وتطبيق سياسات الأمن الغذائي، ما جعل الأرز رمزًا للتغيير والتنمية الزراعية.

دور التكنولوجيا العالية في تحديث المنتجات الزراعية الفيتنامية

التطور التقني شكَّل نقطة تحوّل مهمة في مسيرة تطوير المنتجات الزراعية في فيتنام، وخصوصًا في قطاع الأرز. في مدينة هو تشي منه، أثمرت جهود إنشاء المنطقة الزراعية عالية التقنية منذ أكثر من عشرين عامًا نتائج ملموسة، حيث تستخدم تقنيات متقدمة من إدارة الطقس، التنبؤ بالآفات، التتبع، وأجهزة استشعار الري الآلي. وفقًا للسيد فام دينه دونغ، رئيس مجلس إدارة حديقة مدينة هو تشي منه الزراعية عالية التقنية، فإن هذه الابتكارات ساعدت في تخفيض التكاليف، زيادة الإنتاجية، وتغيير أساليب الزراعة التقليدية تدريجيًا، مما عزز من مكانة فيتنام في السوق العالمية، ورفع كفاءة الإنتاج الزراعي بشكل ملحوظ.

التعليم والتحديات المستقبلية في تطوير الزراعة الفيتنامية المستدامة

تعتبر جامعة الزراعة والغابات في مدينة هو تشي منه محورًا رئيسيًا لتدريب الكوادر البشرية المتخصصة منذ أكثر من خمسين عامًا، حيث ساهمت في إعداد آلاف المهندسين والأطباء الزراعيين الذين دعموا تاريخ التحديث الزراعي في فيتنام. يوضح الأستاذ المشارك الدكتور نجوين تات توان، مدير الجامعة، أن بناء مركز زراعي ذكي وتطبيق الأبحاث على الإنتاج وربط الكليات مع الشركات لتسويق المنتجات يمثل مستقبلًا واعدًا لتعزيز الاقتصاد الوطني. في ظل التحديات الجديدة التي تواجه الزراعة، مثل تغير المناخ، اشتراطات الجودة العالية، ومتطلبات الأسواق العالمية، يؤكد الدكتور تران مينه هاي، نائب مدير كلية السياسات العامة والتنمية الريفية، الحاجة الملحة لتطوير أصناف زراعية تناسب المناطق المختلفة، تدعم الإنتاج المستدام، وتلتزم بالمعايير العالمية مع توسيع الأسواق الخارجية لتلبية احتياجات العملاء حول العالم.

• تطوير أصناف زراعية جديدة ومتنوعة
• استخدام تقنيات الزراعة الذكية والمستدامة
• تعزيز التدريب والتعليم الزراعي المتخصص
• تطبيق سياسات دعم الأمن الغذائي وتصدير المنتجات

باستمرار رحلة المنتجات الزراعية الفيتنامية الطويلة التي امتدت لـ80 عامًا، ترسخت فيتنام كقوة رائدة عالميًا في مجال الزراعة، متجاوزة قيود الاكتفاء الذاتي نحو زراعة حديثة، خضراء ومستدامة، تشكل عاملًا أساسيًا في النهوض الاقتصادي الوطني وتعزيز مكانتها في الأسواق العالمية.