نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: "اليونيفيل" بين محاولات التمديد لعام أخير وضغوط اسرائيل لانهاء مهامها, اليوم الأربعاء 20 أغسطس 2025 03:05 صباحاً منذ ما قبل الوصول إلى إتفاق لوقف إطلاق النار، بين لبنان وإسرائيل، كان من الواضح أن تل أبيب ستسعى إلى إنهاء مهمة قوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل"، أو على الأقل السعي إلى إدخال تعديلات على مهامها تعطيها صلاحيات أوسع، من منطلق أن هذه القوات "فشلت" في منع تموضع "حزب الله" في جنوب نهر الليطاني، لا سيما بعد الخلافات التي كانت قد ظهرت خلال عدوان أيلول من العام الماضي. هذه "الحجة" كانت أساس الرسالة، التي توجه بها وزير الخارجية الاسرائيلي جدعون ساعر إلى نظيره الأميركي ماركو روبيو، بحسب ما كشفت وسائل إعلام عبرية، لمطالبته بوقف عملها، بعد أن كانت بعض وسائل الإعلام الأميركيّة قد تحدثت، قبل بدء مجلس الأمن الدولي مناقشة مشروع قرار تمديد ولايتها، عن أن روبيو وقع على خطة تقضي بإنهاء عمل "اليونيفيل" خلال 6 أشهر. في هذا السياق، تشير مصادر مطلعة، عبر "النشرة"، إلى أن لبنان لا يزال يتمسك بعمل هذه القوات، الأمر الذي كان الرئيس جوزاف عون قد جدد التأكيد عليه يوم أمس، لكنها تلفت إلى أنه في المقابل يدرك أن هذه المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق، لا بل تذهب إلى التأكيد أن الجانب الفرنسي كان قد أبلغ بعض المسؤولين اللبنانيين بهذا الواقع، في الأسابيع الماضية، بالرغم من أن الدول الأوروبية لا تزال ترى ضرورة لوجودها. هنا، تلفت المصادر نفسها إلى أهمية التوقف عند ما ورد في نص مشروع القرار الفرنسي، بحسب التسريبات شبه الرسمية، لناحية أن التمديد لها سيكون لمدة عام واحد، تمهيداً لإنسحابها تدريجياً، كي تصبح الحكومة اللبنانية الضامن الوحيد للأمن في الجنوب، حيث ترى أن هذا الأمر لا ينفصل عن المناقشات القائمة، بموجب الورقة الأميركيّة، لسحب سلاح "حزب الله"، خصوصاً بعد القرارات التي كانت قد صدرت عن مجلس الوزراء. من حيث المبدأ، وجود هذه القوات لا يمنع الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان، إلا أنه كان ينظر إليها على أساس أنها الشاهد الأممي على ما تقوم به تل أبيب من خروقات، لإتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، ولذلك كان هناك حرصاً دائماً من قبل بيروت على بقاء "اليونيفيل"، بالإضافة إلى دورها، الإجتماعي والإقتصادي، المعروف في البلدات الجنوبية. في هذا الإطار، تلفت مصادر سياسية متابعة، عبر "النشرة"، إلى أن عدة عوامل أضعفت موقع لبنان التفاوضي هذا العام، بالرغم من ان إسرائيل، بالتعاون مع الولايات المتحدة، كانت تسعى، طوال السنوات الماضية، إلى إدخال تعديلات على طبيعة مهام "اليونيفيل"، أبرزها قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف تمويل الأمم المتحدة، بالإضافة إلى الواقع الجديد، الأمني والعسكري، الذي فرضته تل أبيب على مستوى جبهة لبنان. بالنسبة إلى هذه المصادر، حتى مشروع القرار الفرنسي، بصيغته الحالية، قد لا يمر بسهولة، حيث تشير إلى أن ما صدر عن تل أبيب وواشنطن يوحي بأن المطلوب، حتى ولو كان التمديد المطروح لعام أخير، إدخال تعديلات على عمل القوات الدولية، وبالتالي الأيام المقبلة ستشهد موجة واسعة من الإتصالات للوصول إلى المخرج المناسب، لكنها تشدد على أن المسألة باتت تتعلق بالتوازنات الجديدة التي لا يمكن تجاوزها. في المحصلة، ترى المصادر نفسها أن الواقع الراهن قد يقود إلى مجموعة من السيناريوهات الصعبة، في ظل الإشكالات التي تواجه عمل القوات الدولية في الأصل، إلا أنها تعتبر أن الأخطر يبقى أن تل أبيب تريد، من وراء السعي إلى إنهاء مهامها، إستخدام ورقة بقاء قواتها في لبنان في عدة مجالات، تبدأ من الضغط للعمل على نزع سلاح "حزب الله"، من خلال ربط إنسحابها بهذا الأمر، ولا تنتهي عند السعي إلى إقامة منطقة عازلة، بل تشمل أيضاً فرض التنسيق المباشر مع لبنان، عبر معادلة أن تكون الحكومة الضامن الوحيد للأمن في الجنوب.