المعادن الأرضية النادرة وأهميتها في الصناعات الحيوية والسيطرة العالمية

المعادن الأرضية النادرة تعتبر من الموارد الحيوية التي زادت قيمتها بشكل ملحوظ، خاصةً مع تزايد الطلب عليها في قطاعات الطاقة المتجددة، بطاريات السيارات الكهربائية، والإلكترونيات المتطورة، مما جعل المعادن الأرضية النادرة في قلب الصراع التجاري والتقني بين الدول الكبرى، وعلى رأسها واشنطن وبكين.

ما هي المعادن الأرضية النادرة ودورها في الصناعة الحديثة

المعادن الأرضية النادرة تتألف من 17 عنصرًا طبيعيًا، منها 15 عنصرًا من سلسلة اللانثانيدات، بالإضافة إلى الإيتريوم والسكانديوم، وتُستخرج من مناجم مفتوحة أو من رواسب التربة، مثل العديد من المعادن الأخرى؛ حيث تتميز هذه المعادن بخواص فريدة تمكنها من دعم تطبيقات تكنولوجية متقدمة في مجالات عديدة، مثل تصنيع المحركات الكهربائية، والمغناطيسات القوية، وأجزاء إلكترونية دقيقة، مما يجعلها أساسية للصناعات الحديثة.

الإنتاج العالمي والمعادن الأرضية النادرة: توزيع الإنتاج والسيطرة الصينية

وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، تجاوز الإنتاج العالمي من المعادن الأرضية النادرة 390 ألف طن متري في 2024، بزيادة عن 376 ألف طن لعام 2023، ويرجع هذا النمو إلى توسع عمليات التعدين والمعالجة في دول مثل الصين، نيجيريا، وتايلاند، فيما تستحوذ الصين على الحصة الأكبر من هذا الإنتاج تمثل حوالي 68.55%، يليها الولايات المتحدة بنسبة 11.4%، ومن ثم دول أخرى كميانمار وأستراليا وتايلاند ونيجيريا.

السيطرة الصينية على المعادن الأرضية النادرة تتجلى عبر استخدامها كسلاح ضغط سياسي وتجاري على الولايات المتحدة، حيث فرضت الصين قيودًا على تصدير هذه المعادن خلال تصاعد الحرب التجارية في أبريل بهدف التأثير على سياسات واشنطن، لكنها عادت لاحقًا لتخفيف هذه القيود مع تحسن العلاقات.

احتياطات المعادن الأرضية النادرة وأثر القيود الصينية على الأسواق العالمية

الصين تحتل المرتبة الأولى عالميًا في امتلاك أكبر احتياطات من المعادن الأرضية النادرة، تقدر بنحو 44 مليون طن؛ وهو ما يشكل نحو نصف الاحتياطات المؤكدة في العالم التي تزيد على 90 مليون طن، تليها دول مثل البرازيل والهند وأستراليا وروسيا وفيتنام والولايات المتحدة.

خلال فترة فرض الصين للقيود على تصدير المعادن الأرضية النادرة، عانت شركات تصنيع السيارات الكهربائية الغربية من شح في المواد الأولية اللازمة لصنع البطاريات، حيث أدى هذا النقص إلى تعطيل عمليات الإنتاج لشركة “فورد” في عدة مصانع أمريكية خلال يونيو، مما أبرز التأثير الكبير للقيود الصينية على صناعة حيوية وذات أثر دولي.

• تزايد الطلب العالمي على المعادن الأرضية النادرة بسبب النمو في التكنولوجيا الخضراء
• الصين تهيمن على الإنتاج والاحتياطات، مما يمنحها نفوذًا استراتيجيًا كبيرًا
• فرض قيود تصدير يقود إلى توترات في الأسواق ودفع الشركات العالمية للبحث عن مصادر بديلة

المعادن الأرضية النادرة تمثل محورًا حيويًا في الاقتصاد والتقنية العالمية، وتتفاعل معها قوى geopolitics بشكل مباشر، مما يجعل مراقبة إنتاجها وتوزيعها ومستقبلها محورًا ضروريًا لفهم تحولات الاقتصاد العالمي والابتكار الصناعي المستدام.

المصادر: أرقام – ستاتيستا – ناسداك