وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، انتقادات حادة لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، واصفاً إياه بـ«الغول على أبوابنا»، داعياً إلى أن تكون مدينة جنيف السويسرية مكان انعقاد القمة المحتمل أن تجمع بوتين بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال ماكرون في مقابلة مع محطة «إل سي آي» الفرنسية إن فكرة عقد اللقاء «ليست مجرد فرضية بل إرادة جماعية»، مشيراً إلى أن «بلداً محايداً سيكون المكان الأنسب، وعلى الأرجح سويسرا، وأنا أؤيد جنيف، أو حتى أي بلد آخر، فقد جرت المحادثات الثنائية السابقة في إسطنبول».
وحول قضية التنازل عن أراضٍ، شدد ماكرون على أن «الأمر يعود إلى أوكرانيا وحدها»، مضيفاً: «ستقوم أوكرانيا بالتنازلات التي تراها صائبة»، لكنه حذّر في الوقت نفسه من خطورة الاعتراف بحقوق جديدة قد تفتح «الباب على مصائب أخرى».
وانتقد ماكرون سجل روسيا بقيادة بوتين، قائلاً: «منذ 2007 و2008، نادراً ما وفى بوتين بتعهداته، وهو ما انفك يزعزع الاستقرار ويعيد النظر في الحدود لبسط نفوذه». وأضاف أن «روسيا أصبحت مصدراً دائماً لزعزعة الاستقرار وتهديداً محتملاً لكثير من الدول».
وتابع الرئيس الفرنسي: «بلد يستثمر 40% من ميزانيته في تجهيزات عسكرية، ويضم جيشاً يفوق 1,3 مليون عنصر لن يعود إلى حالة سلام ونظام ديمقراطي منفتح بين ليلة وضحاها»، معتبراً أن بوتين «بحاجة إلى مواصلة الافتراس لضمان بقائه، وهو تالياً مفترس وغول على أبوابنا... قد لا تتعرض فرنسا لاجتياح غداً، لكنه تهديد جدي للأوروبيين في نهاية المطاف، ولا ينبغي أن نكون ساذجين».
وفي مقابلة أخرى مع شبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية، أعرب ماكرون عن تشاؤمه حيال فرص التوصل إلى اتفاق سلام، قائلاً: «عندما أستعرض الوضع والوقائع، لا يبدو لي أن الرئيس بوتين يريد السلام الآن، لكن ربما أكون متشائماً أكثر من اللازم».