التحليل والتطورات الأخيرة على تأثير وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا على أسعار الذهب والعلاقات التجارية بين واشنطن وموسكو أصبحت محط أنظار المستثمرين والمعنيين في سوق المعادن الثمينة؛ فعدم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قد يؤثر بشكل مباشر على تحركات الاحتياطي الفيدرالي ومن ثم على أسعار الذهب في الأسواق العالمية، مما يزيد من حالة الترقب حول مستقبل الذهب كملاذ آمن.

تأثير عدم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار على أسعار الذهب

منذ 15 أغسطس 2025، شهدنا تحركات متقلبة في أسعار الذهب نتيجة للتوترات المستمرة في الحرب الروسية الأوكرانية، حيث أن تراجع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن موقفه بشأن “العواقب الوخيمة للغاية” التي هدد بها روسيا إذا لم توافق على وقف إطلاق النار، أعاد بعضاً من التفاؤل لدببة الذهب الذين يراهنون على بقاء الأسعار مرتفعة. في المقابل، شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ضرورة استمرار دعم كييف ومواصلة الضغط على روسيا وصولاً إلى “سلام متين ودائم”، ما يؤكد أن الاحتدام السياسي مستمر وسيظل عاملاً مهماً في تحريك أسعار الذهب. تصريحات زيلينسكي عن لقائه المرتقب مع ترامب في واشنطن الأسبوع المقبل، تزامناً مع إعلان الرئيس الأمريكي عدم وجود “اتفاق حتى يكون هناك اتفاق”، تزيد من حالة عدم اليقين التي تلعب دوراً بارزاً في تحدي تحركات السوق تجاه الذهب.

دور اتفاق التجارة الجمركية بين الولايات المتحدة وروسيا وتأثيره على أسعار الذهب

رغم التقدم الملحوظ في اتفاق التجارة الجمركية بين الولايات المتحدة وروسيا، لا تزال المواجهات السياسية وأزمات وقف إطلاق النار تلقي بظلالها على سلوك سوق الذهب، حيث أن موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير واضح حتى الآن؛ مما يضيف مزيداً من التردد على المستثمرين والمضاربين في عقود الذهب الآجلة. من المتوقع أن يستخدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لقائه بالرئيس الأمريكي ترامب لتوسيع الضغط الدبلوماسي على روسيا، ما قد يؤثر على استقرار الأسعار. وعلى صعيد الأسواق، شهدنا في الأيام الأخيرة مقارنة بحركة 8 أغسطس تقلبات كبيرة في أسعار عقود الذهب الآجلة مع اختبار مستويات دعم ومقاومة حرجة، بين 3325 و3413 دولار، ما يعكس حالة التردد بين الثيران والدببة في السوق. في الوقت نفسه، تم الإعلان عن إبقاء سبائك الذهب خارج دائرة الرسوم الجمركية الأمريكية التي تم فرضها على سلع أخرى، ما ساعد الذهب على تحقيق ارتفاعات متتالية، إلا أن تمديد رفع الرسوم عن الصين لمدة 90 يومًا قد يضغط على أسعار الذهب بشكل غير مباشر.

التحليلات الفنية لأسعار الذهب والتوقعات المستقبلية تحت تأثير وقف إطلاق النار

تظهر المؤشرات الفنية أن الذهب يواجه مستويات دعم حاسمة، حيث من المتوقع أن يتحسس مستوى المتوسط المتحرك البسيط 50 DMA عند 3379 دولاراً، وإذا استمر التراجع وصولاً دون هذا الحد، قد يختبر سعر الذهب المتوسط المتحرك 100 DMA عند 3325 دولار قبل أن يتجه نحو دعم إضافي عند 3210 دولار حتى 28 أغسطس 2025. تشير التحليلات إلى أن المستثمرين في سوق الذهب ما زالوا يتعاملون بحذر بسبب العوامل السياسية والتجارية، ويترقبون نتائج اللقاءات والسياسات التي ستحدد مدى استقرار أسعار الذهب في المدى القريب. كما تؤكد تحركات الاحتياطي الفيدرالي المقبلة وتأثيرها على أسعار الفائدة أهمية مراقبة الأسواق عن كثب، خاصة مع استمرار حالة عدم اليقين في جبهة التجارة بين الولايات المتحدة وروسيا وتأخر الاتفاق على وقف إطلاق النار في أوكرانيا.

• عدم وجود اتفاق وقف إطلاق النار يؤدي إلى تقلبات في أسعار الذهب
• تأثير تصريحات قادة العالم ومستقبل الدعم السياسي على سعر الذهب
• أهمية الاتفاقات التجارية بين واشنطن وموسكو في تحديد اتجاه السوق
• دور المؤشرات الفنية في قراءة تحركات أسعار الذهب وتحليلها

يبقى المتوقع أن تظل أسعار الذهب متقلبة وغير مستقرة على المدى القريب، ما لم يحدث اختراق واضح لما يحمله اتفاق وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا من تأثيرات مباشرة على سوق المعادن الثمينة؛ حيث يعزز الاستقرار السياسي والدبلوماسي فرص استمرار ارتفاع الذهب، بينما قد يؤدي استمرار التوترات إلى هبوط متسارع في الأسعار. يظل القرار محصوراً في مدى استعداد قادة العالم للضغط والتوصل إلى حلول أخرى ضمن ملف التجارة الجمركية، واللقاءات السياسية التي تنتظر كثيرون نتائجها لما سيكون لها من انعكاسات واضحة على أسعار الذهب وأسواق المال عموماً. يوصى بأن يتخذ المستثمرون مواقعهم بحذر، مع متابعة مستمرة لأخبار وقف إطلاق النار والتطورات السياسية والتجارية بين الولايات المتحدة وروسيا.