نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: هل يمكن البناء على "إيجابية" براك؟!, اليوم الثلاثاء 19 أغسطس 2025 03:05 صباحاً لا يمكن النظر إلى زيارة الموفد الأميركي توم براك، برفقة الموفدة السابقة مورغان أورتاغوس، إلى لبنان، بمعزل عن الزيارة التي كان قد قام بها، في الأيام الماضية، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني، حتى ولو كان موعد الزيارة محدد مسبقاً، من أجل متابعة النقاشات المرتبطة بالورقة، التي كان قد تقدم بها براك إلى المسؤوليين الرسميين. في هذا السياق، كان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون واضحاً، في تحديد مسار القرارات التي كانت قد صدرت عن مجلس الوزراء، حيث لفت إلى أن لبنان كان بين خيارين: الموافقة عليها أو العزلة، بينما لم يتردد براك في الإشارة إلى أن الخطوة التالية تقع على عاتق إسرائيل، ما يعني أن على البلد إنتظار الإتصالات، التي من المفترض أن تقوم بها واشنطن مع تل أبيب، التي كانت قد ذهبت إلى المزيد من التصعيد. في هذا الإطار، من الضروري التوقف عند الرسالة التي كان قد توجه بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، أول من أمس، في ظل حملة التهويل التي تشهدها الساحة المحلية، ربطاً بموعد تقديم المؤسسة العسكرية خطتها لكيفية تنفيذ القرارات التي صدرت عن مجلس الوزراء، عبر التأكيد أنه لا يمكن تطبيق أي قرار بشأن "حزب الله"، طالما إسرائيل ترفض تنفيذ التزاماتها، مشدداً على أنه "لا خوف من حرب أهلية أو أي تهديد للسلم الداخلي"، داعياً إلى حوار بشأن قرار حصر السلاح بيد الدولة. هنا، تذهب مصادر سياسية متابعة، عبر "النشرة"، إلى الحديث عن أن المخارج، بعيداً عما يُطرح من قبل بعض الرؤوس الحامية، لا تزال قائمة، إنطلاقاً من معادلة الحفاظ على الإستقرار الداخلي، أي منع حصول صدام بين "حزب الله" والجيش اللبناني، بالتزامن مع عدم الذهاب إلى صدام مع بعض الجهات الخارجية، التي كانت قد اعتمدت سياسة الضغوط القصوى، خصوصاً أن مثل هذا السيناريو قد لا يكون من مصلحة أحد، في الوقت الراهن، في ظل حالة الغموض التي تسيطر على المشهد الإقليمي. بالنسبة إلى هذه المصادر، ما يمكن الإستناد إليه، في هذا المجال، هو الموقف الذي عبر عنه براك، أي الإشارة إلى الخطوة التالية، حيث تلفت إلى أن هذه النقطة تقود إلى البحث عن مصلحة الولايات المتحدة، في الوصول إلى صدام داخلي في لبنان، على إعتبار أن ذلك قد يهدد جميع ما كانت قد حققته، في الفترة الماضية، على المستوى السياسي، إنطلاقاً من النتائج التي أفرزتها المعارك العسكرية على مستوى المنطقة. في هذا السياق، من الممكن العودة إلى القناعة الموجودة عند مجموعة من الأفرقاء المحليين، التي تعتبر أن هناك جهات خارجية أخرى، غير واشنطن، تقف وراء التصعيد الحالي، من منطلق الصراع على النفوذ مع إيران، القائم منذ سنوات في المنطقة، حيث تتم الإشارة، بشكل مباشر، إلى المملكة العربية السعودية، التي كانت قد عادت إلى الحضور الوازن في لبنان وسوريا. على الرغم من ذلك، تطرح مصادر نيابية، عبر "النشرة"، الكثير من علامات الإستفهام حول الأجواء الإيجابية، التي يتعمد الموفد الأميركي بثّها في كل زيارة إلى لبنان، خصوصاً بعد إجتماعاته مع رئيس المجلس النيابي، قبل أن يظهر التصعيد، من جديد، في الأيام التي تلي، إنطلاقاً من خطوات جديدة تكون مطلوبة من المسؤولين الرسميين، وهو ما حصل، بعد الزيارة السابقة، عندما جاء الضغط من أجل إصدار مجلس الوزراء القرارات، التي أدخلت البلاد في مرحلة خطرة. من وجهة نظر هذه المصادر، لا يمكن الحديث عن أي إيجابية، من الناحية العملية، قبل معرفة المسار الذي ستسلكه الأزمة، حيث دخل الجميع حالة من الترقب لما ستقدمه المؤسسة العسكرية، في نهاية الشهر الحالي، وسط مساع واضحة للضغط على قيادتها من قبل مختلف الأفرقاء، لكنها تشدد على ان الأساس يبقى الهامش الذي سيكون ممنوحاً لها من قبل الولايات المتحدة، على إعتباره أنه من الممكن أن يفتح الباب أمام مخرج ما. في المحصلة، تشدد المصادر نفسها على أن لبنان دخل مرحلة خطرة جداً، في ظل السعي إلى تكريس توازنات جديدة، من منطلق التحولات القائمة على مستوى المنطقة، حيث تلفت إلى أن حصول ذلك في ظل مقاومة، محلية وإقليمية، واضحة، يعني الدخول في رهانات قد لا تكون مضمونة النتائج، لكنها تدعو إلى إنتظار ما قد يحصل، في الأيام المقبلة، من تطورات مرتبطة بهذا الملف.