متأثرة ببيانات التضخم، شهدت أسعار الذهب عالميًا تراجعًا جديدًا عقب تحركات المستثمرين التي قلصت توقعاتهم لخفض أسعار الفائدة الأمريكية، رغم استقرار المعدن النفيس عند التسوية أمس. يتزامن ذلك مع ترقب الأسواق للمحادثات المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، ما يعزز حالة الحذر التي تسيطر على تحركات الذهب اليوم.

أسعار الذهب اليوم وتأثير بيانات التضخم على السوق العالمي

أغلق الذهب في سوق المعاملات الفورية عند 3336.66 دولار للأونصة، مع تسجيل خسائر أسبوعية بلغت نسبة 1.8%، في حين بقيت العقود الأمريكية الآجلة مستقرة عند 3382.6 دولار للأونصة، ما يعكس حالة من التوازن الحذر بين قوى العرض والطلب. جاء هذا الاستقرار مدعومًا بتراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.27% إلى مستوى 97.989، الأمر الذي ساهم في زيادة إقبال حائزي العملات الأخرى على السلع المقومة بالدولار؛ حيث يُعتبر انخفاض قوة الدولار عاملًا إيجابيًا جزئيًا للأسعار العالمية للذهب.

شهدت بيانات التضخم الصادرة عن وزارة العمل الأمريكية ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 3.3% خلال شهر يوليو 2025 مقارنة بالعام السابق، وهي أكبر زيادة منذ ثلاث سنوات؛ متجاوزة توقعات السوق التي كانت تشير إلى 2.5%، وتوافقها مع تسجيل طلبات إعانة البطالة الأسبوعية عند 224 ألف طلب مقابل توقعات مقدرة بـ 228 ألفًا. تؤثر هذه البيانات مباشرة على معنويات سوق الذهب اليوم، حيث يتفاعل المستثمرون مع تقارير التضخم التي تعد مؤشراً حيوياً لتوجهات السياسات النقدية الأمريكية.

أسعار الفائدة وتأثيرها على أسعار الذهب عالميًا

على الرغم من ارتفاع مؤشر أسعار المنتجين، لم يحدث تغير كبير في توقعات تخفيض أسعار الفائدة الأمريكية في سبتمبر المقبل، ولكنه قلل من احتمالية خفض الفائدة بنصف نقطة مئوية. هذا، بدوره، شكّل ضغوطًا على أسعار الذهب عالميًا؛ فالذهب كأصل لا يدر عائدًا عادةً ما يستفيد من بيئة معدلات الفائدة المنخفضة. ومع التقليل من فرص خفض أسعار الفائدة بشكل كبير، انخفض الطلب على الذهب الذي يعتبر ملاذًا آمنًا في ظل معدلات الفائدة المنخفضة.

يأتي التفاعل مع أسعار الفائدة في ظل حالة ترقب تسممها الأحداث السياسية المقبلة، وعلى رأسها لقاء الرئيسين ترامب وبوتين، الأمر الذي يرفع من مستوى التقلبات في الأسواق المالية وأسعار المعادن الثمينة.

تحركات المعادن الثمينة الأخرى وتأثير التغيرات الاقتصادية

شهدت الأسواق تحركات متفاوتة في أسعار المعادن الثمينة الأخرى إلى جانب الذهب، حيث ارتفعت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% لتصل إلى 37.89 دولار للأونصة. في المقابل، هبطت أسعار البلاتين بنسبة 0.3% إلى 1351.78 دولار، كما تراجعت أسعار البلاديوم بنسبة 0.4% لتصل إلى 1140.69 دولار للأونصة.

• تأثير بيانات التضخم الأمريكية على تحركات الذهب
• العلاقة بين توقعات خفض الفائدة وأسعار المعدن الأصفر
• دور المناخ السياسي في تقلبات أسعار المعادن الثمينة عالميًا

بشكل عام، تعكس أسعار الذهب اليوم حالة من التذبذب الحذر وسط متغيرات مؤثرة من بيانات التضخم الأمريكية التي أثرت على مراكز المستثمرين وتحددت من خلالها توقعاتهم لسياسة الفائدة الأمريكية في الأشهر القادمة، بينما يظل الترقب السياسي والتطورات الاقتصادية العالمية من العوامل المؤثرة على تحركات المعدن النفيس وباقي المعادن الثمينة في السوق العالمي