أعلن خبر وفاة المعلم الياباني الشهير الدكتور سين جنشيتسو، الرئيس الخامس عشر لمدرسة أوراسينكيه، هذا المعلم الذي يُعتبر من أبرز رموز فن الشاي التقليدي وسفير السلام العالمي عبر هذا الفن، عن عمر يناهز 102 عام. كان جنشيتسو أبرز شخصية في مدرسة “أوراسينكيه”، إحدى أكبر ثلاث مدارس لفن الشاي الياباني، حيث قضى حياته متجولًا في أكثر من 60 دولة بهدف نشر رسالته التي تدعو إلى “السلام من خلال فنجان شاي”. في شبابه، جُنّد كطيار في البحرية الإمبراطورية اليابانية أثناء الحرب العالمية الثانية، إلا أنه لم يُشارك في أي مهمة نظرًا لانتهاء الحرب قبل ذلك.

مسيرة الدكتور سين جنشيتسو في فن الشاي

ولد سين جنشيتسو في عام 1923 بمحافظة كيوتو، حيث نشأ في عائلة تُعتبر من أصول مدرسة أوراسينكيه، والتي ترجع جذورها إلى المعلم التاريخي سن نو ريكيو (1522–1591)، المعروف بتأسيسه أسلوب “وابي” في فن الشاي. وبعد انتهاء الحرب، قرر جنشيتسو السفر إلى الولايات المتحدة عام 1951 لنشر فن الشاي، وتمكن من تولي منصب المعلم الخامس عشر لمدرسة أوراسينكيه عام 1964، واستمر في هذا المنصب حتى عام 2002.

الشخصيات التي ارتبطت بشاي جنشيتسو

دُعي جنشيتسو لتقديم الشاي لكبار الشخصيات في اليابان والعالم، من بينهم الملكة إليزابيث الثانية، والبابا يوحنا بولس الثاني، والرئيس الأمريكي جورج بوش الابن. قام أيضاً بإلقاء محاضرات في جامعات مرموقة مثل جامعة هاواي، والتقى الزعيم الصيني الراحل دنغ شياو بينغ، ما ساعد في تأسيس مؤسسة تعليمية لفن الشاي في الصين. في الفاتيكان، قدم طقوس الشاي أمام البابا، مما يعكس الحوار الثقافي والإنساني الذي كان يسعى لتحقيقه.

إرث ونشاطات جنشيتسو بعد التقاعد

على الرغم من تقاعده الرسمي، استمر جنشيتسو في نشر قيم السلام عبر “طريق الشاي”، حيث شغل عدة مناصب بارزة، منها سفير النوايا الحسنة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونيسكو”، وعمل مساعدًا خاصًا لوزير الخارجية الياباني. وقد حصل على وسام الثقافة من الحكومة اليابانية عام 1997، وكان أول شخصية من عالم الشاي يُكرَّم بهذا الوسام. كما نال وسام “جوقة الشرف” برتبة قائد من فرنسا عام 2020.

تملك مدرسة أوراسينكيه اليوم 167 فرعًا داخل اليابان، وتستمر في تحقيق انتشار واسع على مستوى العالم، مما يعكس إرث معلم قضى حياته لتحويل فنجان الشاي إلى رمز عالمي للسلام.