يعد الكسوف الكلي للقمر من الظواهر الفلكية المدهشة التي تمنح سكان الكرة الأرضية عرضًا يستمر لمدة ثلاث ساعات و29 دقيقة و24 ثانية. يبدأ هذا العرض بالمرحلة الجزئية، إلا أنه يصل إلى قمة الجمال مع الكسوف الكلي، ثم يعود القمر إلى ضوءه المعتاد بشكل متدرج.
سيشهد معظم سكان قارة آسيا، وجزء من شرق إفريقيا، وغرب أستراليا هذا الحدث من بدايته وحتى نهايته، بما في ذلك تلاشي الظل الجزئي. بينما ستشهد بقية إفريقيا وأستراليا وجزء كبير من أوروبا والساحل الشرقي للبرازيل الكسوف الكلي أو على الأقل جزءًا من مراحله.
تشير التقديرات إلى أن نحو 60% من سكان العالم سيتمكنون من مشاهدة هذا العرض بشكل كامل. بينما يُتوقع أن يتمكن حوالي 87% من متابعة جزء من الحدث، شريطة أن تكون الظروف الجوية مناسبة. ورغم أن سكان الأمريكتين قد يشعرون بأنهم بعيدون عن هذا المشهد، إلا أن خسوف مارس كان جزءًا حصريًا لهم.
الظاهرة الفلكية: مدار مائل وألوان قرمزية
مقال مقترح تردد قناة الفجر الجزائرية 2025 لعرض قيامة عثمان بجودة عالية وبدون انقطاع على نايل سات وعرب سات
يميل مدار القمر قليلًا مقارنة بمدار الأرض حول الشمس. فلو كان المداران متطابقين، لكانت هناك خسوفات قمرية وكسوفات شمسية تحدث كل شهر. هذا الميل هو ما يجعل مثل هذه الظواهر فريدة ونادرة نسبيًا، حيث تحدث كل ستة أشهر تقريبًا، مع افتراض تباين شدتها من عام لآخر، وفقًا لموقع القمر عند “نقطة التقاطع” – وهي اللحظة التي تتوائم فيها الشمس والأرض والقمر.
يحدث الخسوف القمري الكلي عندما يكتمل القمر ويعبر بالكامل عبر ظل الأرض. أما الخسوف الجزئي فينشأ عندما يدخل جزء من القمر في الظل، بينما يسمى الخسوف شبه الظلي عندما يمر القمر عبر نصف الظل فقط.
خلال الخسوف الكلي، يتحول لون القمر إلى الأحمر بسبب انكسار ضوء الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض، مما يمنح الظل لونًا قرمزيًا ساحرًا ينعكس على سطح القمر، محجبًا عنه الضوء المباشر.
من الجدير بالذكر أن خسوف مارس الماضي كان له أهمية خاصة، حيث أتاح لمركبة “بلو غوست” التقاط صورة من على سطح القمر، موثقة لحظة فلكية مدهشة لن تتكرر في حدث سبتمبر المقبل.
تظل الأحداث الفلكية مثل الكسوف الكلي للقمر مصدرًا للدهشة والإلهام للإنسانية، وتتيح للناس فرصة للارتباط بالطبيعة والتفكر في عظمة الكون. يستعد الكثيرون لمتابعة هذا الحدث الفريد والاستمتاع بمشاهدة تجليات الجمال الكونية.
0 تعليق