لندن ـ رويترز
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عشية قمة مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب: إن بلديهما ربما يبرمان اتفاقاً جديداً بشأن الأسلحة النووية في إطار جهود أوسع نطاقاً لتعزيز السلام.
* القمة عن أوكرانيا، فلِم الحديث عن الأسلحة النووية؟
يتعرض بوتين لضغوط من ترامب للموافقة على إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة في أوكرانيا وهو أمر تقول موسكو: إنه أمر من مجموعة من الأمور الأمنية المعقدة التي زادت التوتر بين الشرق والغرب إلى أخطر مستوياته منذ الحرب الباردة.
ومع تقدم القوات الروسية تدريجياً في أوكرانيا، يرفض بوتين دعوات كييف لوقف إطلاق النار التام والفوري ولكن إذا أحرزت القمة تقدماً نحو إبرام معاهدة جديدة للحد من الأسلحة، فقد يمكن ذلك بوتين من القول إنه منخرط في قضايا السلام الأوسع نطاقاً.
وقد يساعده ذلك في إقناع ترامب بأن الوقت غير مناسب الآن لفرض عقوبات جديدة، هدد ترامب بفرضها على روسيا ومن يشتري نفطها وصادراتها الرئيسية الأخرى.
وقد يكون ذلك جزءاً من مساعٍ أشمل لتحسين العلاقات مع واشنطن، بما في ذلك القضايا التجارية والاقتصادية، حيث يقول الكرملين: إن هناك إمكانات هائلة غير مستغلة.
* لماذا يتحدث بوتين مراراً عن الترسانة النووية الروسية؟
يطلق بوتين منذ اندلاع الحرب تهديدات مستترة حول استخدام الصواريخ النووية ويحذر من أن الدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا قد يشعل فتيل حرب عالمية ثالثة وجاءت التهديدات في شكل تصريحات شفهية ومناورات حربية وخفض معايير أو مستويات التهديد التي يمكن لروسيا عندها استخدام الأسلحة النووية.
وتمنح حقيقة امتلاك روسيا أسلحة نووية أكثر من أي دولة أخرى مكانة في هذا النطاق تفوق قوتها العسكرية أو الاقتصادية التقليدية بكثير، مما يسمح لبوتين بأن يكون ندا لترامب على الساحة العالمية عندما يتعلق الأمر بالأمن.
* كم عدد الأسلحة النووية التي تمتلكها روسيا وأمريكا؟
يقدر اتحاد العلماء الأمريكيين أن المخزونات العسكرية لدى روسيا تبلغ 4309 رؤوس نووية ولدى الولايات المتحدة 3700 رأس نووي وتأتي الصين خلفهما بنحو 600 رأس نووي.
* ما الذي تنص عليه المعاهدة النووية الحالية بين أمريكا وروسيا؟
وقع الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ونظيره الروسي آنذاك دميتري ميدفيديف في 2010 معاهدة نيو ستارت التي تحدد عدد الرؤوس النووية الاستراتيجية التي يمكن للولايات المتحدة وروسيا نشرها.
ويقتصر العدد المسموح به لكل منهما على ما لا يزيد عن 1550 رأساً نووياً، وبحد أقصى 700 من الصواريخ بعيدة المدى وقاذفات القنابل والأسلحة الاستراتيجية هي التي صممها كل طرف لضرب مراكز القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية للعدو.
ودخلت المعاهدة حيز التنفيذ في 2011 ومُددت في 2021 لخمس سنوات أخرى بعد تولي الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه وفي 2023، علق بوتين مشاركة روسيا في المعاهدة، لكن موسكو قالت: إنها ستواصل الالتزام بالحدود المتعلقة بالرؤوس الحربية.
وينتهي سريان المعاهدة في الخامس من فبراير/ شباط 2026 ويتوقع المحللون الأمنيون خرق الطرفين للحدود إذا لم يجر تمديد المعاهدة أو الاتفاق على بديل لها.
* ما نقاط الخلاف النووية الأخرى؟
في أحد أعراض التوتر الرئيسي، قال ترامب هذا الشهر: إنه أمر غواصتين نوويتين أمريكيتين بالتحرك قرب روسيا بسبب ما وصفها بتصريحات تهديدية من ميدفيديف حول إمكان نشوب حرب مع الولايات المتحدة وقلل الكرملين من أهمية هذه الخطوة، لكنه قال «يجب على الجميع أن يتوخوا الحذر الشديد» في الخطاب النووي.
ويلوح في الأفق أيضاً سباق تسلح يتعلق بالصواريخ قصيرة المدى ومتوسطة المدى التي يمكن أن تحمل رؤوسا نووية وخلال ولايته الأولى وفي عام 2019، أخرج ترامب الولايات المتحدة من معاهدة كانت تنهي استخدام جميع الأسلحة الأرضية من هذه الفئة. ونفت موسكو اتهاماته لها بالخداع.
وتخطط الولايات المتحدة للبدء في نشر أسلحة في ألمانيا اعتباراً من 2026 تشمل صواريخ (إس.إم-6) وصواريخ (توماهوك) التي كانت توضع سابقاً على السفن في الأساس، بالإضافة إلى صواريخ جديدة فرط صوتية وقالت روسيا هذا الشهر: إنها لم تعد تلتزم بأي قيود على الأماكن التي قد تنشر فيها صواريخ متوسطة المدى.
الأسلحة النووية على مائدة مفاوضات بوتين وترامب

الأسلحة النووية على مائدة مفاوضات بوتين وترامب
0 تعليق