فلسطين – أدانت فلسطين، امس الأربعاء، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول “إسرائيل الكبرى”، معتبرة إياها “تصعيدا خطيرا و “إمعانا في الإبادة والتهجير”.
جاء ذلك في بيان للرئاسة الفلسطينية نشرته وكالة الأنباء الرسمية (وفا)، وآخر لوزارة الخارجية والمغتربين وصل الأناضول نسخة منه.
يأتي ذلك ردا على إعلان نتنياهو، في مقابلة متلفزة، الثلاثاء، ارتباطه الشديد بـ”رؤية إسرائيل الكبرى” القائمة على التوسع وتهجير الفلسطينيين واحتلال مزيد من الأراضي العربية.
واعتبرت الرئاسة تصريحات نتنياهو “مخالفة لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وتمس بسيادة الدول وأمن واستقرار المنطقة”.
وأضافت أن تلك التصريحات “مرفوضة ومدانة، وتشكل استفزازا وتصعيدا خطيرا يؤثر على أمن واستقرار المنطقة، جراء هذه السياسة الاستعمارية التوسعية التي تحكم دولة الاحتلال، ورفضها احترام سيادة الدول والاتفاقيات الدولية المنظمة للعلاقات بين هذه الدول”.
كما شددت على أن “دولة فلسطين ملتزمة بما أقرته الشرعية الدولية والقانون الدولي بشأن تجسيد قيام دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967”.
وأكدت أن فلسطين “ترفض بشدة هذه التصريحات التي تتجاهل الحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني والتي أكد عليها المجتمع الدولي في إعلان نيويورك، وإعلان العديد من الدول الأوروبية ودول العالم الهامة استعدادها للاعتراف بدولة فلسطين”.
وتابعت أنه “في الوقت الذي يتمسك فيه الشعب الفلسطيني بأرضه، فإنه لا يقبل المساس بأرض أو سيادة أية دولة عربية، تماما كما نرفض التهجير وحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني”.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراض في سوريا ولبنان ووسعت مساحات سيطرتها في العام الأخير، كما ترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
ومن جهتها أدانت وزارة الخارجية والمغتربين “بأشد العبارات” تصريحات نتنياهو بشأن تعلقه بمقولة “إسرائيل الكبرى” وما يرتبط بها من مشاريع استعمارية توسعية على حساب الشعوب والدول العربية”.
واعتبرت تلك التصريحات “إمعاناً في الإبادة والتهجير والضم ومعاداة السلام” و “اعترافا إسرائيليا رسميا بنوايا وأهداف حكومة الاحتلال في تصفية القضية الفلسطينية وابتلاع فلسطين التاريخية وضمها بالكامل”.
وأكدت أنها تمثل أيضا “إصرارا على الطابع الاستعماري العنصري لسياسة الاحتلال خاصة تجاه الدول العربية الشقيقة وضرب أمنها واستقرارها وتهديد الأمن القومي العربي والوطني لكل دولة”.
وأضافت أن “أولى المخاطر الناتجة عن مثل تلك الدعوات التحريضية الاستفزازية ترتبط بمحاولة تصفية حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها الحق في تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض”.
وطالبت المجتمع الدولي والدول بـ”التعامل بجدية مع تصريحات نتنياهو باعتبارها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتحدياً سافراً لقرارات الأمم المتحدة، ومحاولة لإخفاء جرائم الابادة والتهجير والضم وإزاحتها عن سلم الاهتمامات الدولية وإشغال الدول بدوامة لا تنتهي من المواقف والشعارات المضللة لكسب المزيد من الوقت وبأقل الخسائر”.
ومساء الثلاثاء، قال نتنياهو في مقابلة مع قناة “i24” العبرية إنه “مرتبط ومرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى”، وذلك ردا على سؤال عما إذا كان يشعر بأنه “في مهمة نيابة عن الشعب اليهودي”.
وتشمل “إسرائيل الكبرى” بحسب المزاعم الإسرائيلية، الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى أجزاء من الأردن ولبنان وسوريا ومصر.
ووفق “تايمز أوف إسرائيل”، استخدمت عبارة “إسرائيل الكبرى” بعد حرب 1967 للإشارة إلى إسرائيل ومناطق القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية ومرتفعات الجولان السورية.
وتأتي تصريحات نتنياهو في وقت ترتكب إسرائيل وبدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
الأناضول
0 تعليق