التلوّث البيئي في تونس: واقع كارثي ودعوة لاستعادة الوعي المجتمعي

تورس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التلوّث البيئي في تونس: واقع كارثي ودعوة لاستعادة الوعي المجتمعي, اليوم الأربعاء 11 يونيو 2025 03:26 مساءً

التلوّث البيئي في تونس: واقع كارثي ودعوة لاستعادة الوعي المجتمعي

نشر في باب نات يوم 11 - 06 - 2025

309645
في حلقة صباحية من برنامج "صباح الورد" على إذاعة الجوهرة أف أم، استضاف الإعلاميان حاتم بن عمارة وخليفة بن سالم الخبير الدولي في البيئة والتنمية المستدامة محمد عادل الهنتاتي، وذلك في فقرة "الدنيا وما فيها" بمناسبة اليوم الوطني للبيئة. وقد شكّل الحوار فرصة لتشخيص واقع الوضع البيئي في تونس، في ظل غياب الاحتفالات والمبادرات الرسمية بهذه المناسبة الوطنية، باستثناء بعض الجهود المحلية مثل مبادرة ولاية المنستير.
الهنتاتي: الوضع البيئي في تونس "كارثي" رغم الميزانيات المصروفة
بأسلوب صريح ومباشر، وصف محمد عادل الهنتاتي الوضع البيئي في تونس بأنه "كارثي"، مشيرًا إلى أن البرامج الممولة والمجهودات الرسمية لم تثمر عن نتائج ملموسة. وأضاف أن هناك هوة كبيرة بين الموارد المسخّرة وواقع النظافة والتلوّث في المدن والشواطئ، لافتًا إلى أن المواطن يبقى طرفًا محوريًا في هذه المعادلة، حيث يتحمّل جزءًا كبيرًا من مسؤولية التلوث، خاصة في غياب وعي بيئي فعّال يُترجم إلى سلوك يومي.
حملات توعوية مشتتة وغياب تنسيق بين الأطراف
عبّر الهنتاتي عن أسفه لغياب تنسيق حقيقي بين أجهزة الدولة والمجتمع المدني، قائلاً إن المبادرات الخاصة تبقى معزولة ولا ترتقي إلى مستوى السياسات العمومية. وأشار إلى أن وزارة البيئة لم تستثمر كما ينبغي في مناسبة اليوم الوطني للبيئة لتكون منطلقًا لحملات توعوية منظمة، رغم خطورة المؤشرات البيئية التي تتفاقم عامًا بعد عام.
شواطئ تونس بين خطر "الحريقة" والتيارات القوية
تناول الحوار أيضًا مخاطر السباحة في الشواطئ التونسية، في ظل تأخر إصدار تقارير وزارة الصحة حول مدى صلاحية الشواطئ للسباحة، وظهور ظواهر مقلقة كتيارات البحر القوية و"الحريقة الزرقاء" التي أصبحت تتكاثر بسبب ارتفاع حرارة مياه البحر بما يزيد عن 4 درجات عن المعدل. وأكد الهنتاتي أن هذه الكائنات البحرية ليست سامة لكنها مزعجة، محذّرًا من ضعف آليات المراقبة والتدخل.
تلوّث المياه وتداعياته على الثروة البحرية
لم يُخفِ الهنتاتي قلقه من استمرار التلوّث في بعض الشواطئ مثل سوسة وصفاقس، مشيرًا إلى أن المياه المستعملة المصرّفة من المحطات دون معالجة ثلاثية تمثل خطرًا كبيرًا على البيئة والصحة. وأكد أن البحر فقد جزءًا كبيرًا من طاقته على "التنقية الذاتية"، وأن السمك التونسي تغيّرت خصائصه، حيث اختفت بعض الأنواع التقليدية، بينما ظهرت أنواع أخرى متأثرة بالتلوث وارتفاع درجات الحرارة.
دعوة لاستعادة ثقافة "القفة" ومكافحة البلاستيك
في ختام الحوار، دعا الهنتاتي إلى استعادة السلوكيات البيئية البسيطة مثل استخدام "القفة" بدلًا من الأكياس البلاستيكية، مشيرًا إلى تجربة بعض البلديات التي منعت استعمال البلاستيك وفرضت غرامات على المخالفين. كما طالب الدولة بترسيخ التربية البيئية داخل المدارس وتثمين المبادرات الفردية.
كشف هذا الحوار عن فجوة مقلقة بين الخطاب البيئي الرسمي والواقع الميداني، حيث تظلّ الجهود متقطعة والنتائج غير مُرضية. وأمام التهديدات المتزايدة التي تواجه البيئة التونسية، من الضروري أن تتحول التوعية إلى سياسات مُنسقة وشاملة تشمل الدولة، المواطن، والمؤسسات الخاصة، لتكريس ثقافة بيئية حقيقية تبدأ من سلوك الفرد وتنتهي بالتزام مؤسسات الدولة.
iframe loading=lazy src="https://www.facebook.com/plugins/video.php?height=314&href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fsevensharp%2Fvideos%2F1373669297233529%2F&show_text=false&width=560" class=divinside scrolling=no frameborder=0 allowfullscreen=true allow=autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" allowFullScreen=true
iframe loading=lazy src="https://www.facebook.com/plugins/video.php?height=314&href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fsevensharp%2Fvideos%2F706876455425347%2F&show_text=false&width=560" class=divinside scrolling=no frameborder=0 allowfullscreen=true allow=autoplay; clipboard-write; encrypted-media; picture-in-picture; web-share" allowFullScreen=true

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.




أخبار ذات صلة

0 تعليق