شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا مؤخرًا نتيجة لتزايد الضغوط الاقتصادية العالمية وضعف البيانات الاقتصادية الأمريكية، كما ارتفعت المعادن النفيسة الأخرى مثل الفضة والبلاتين والبلاديوم إلى مستويات جديدة تعكس الاهتمام المتزايد من قبل المستثمرين، الذين يرون في هذه الأصول أدوات تحوط فعالة في مواجهة التحديات الاقتصادية وضبابية السياسات النقدية.

أسعار الذهب تتلقى دعمًا من بيانات البطالة

كشفت تقارير وزارة العمل الأمريكية عن ارتفاع طلبات إعانة البطالة إلى أعلى مستوياتها خلال سبعة أشهر، مما أظهر إشارات واضحة على ضعف سوق العمل، هذا التطور أثار توقعات بتوجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو سياسات نقدية أقل تشددًا، ويرى الخبراء الاقتصاديون أن هذا الضعف قد يعزز من مكانة الذهب كملاذ استثماري آمن؛ إذ تشير البيانات إلى تباطؤ اقتصادي محتمل قد يدفع الفيدرالي إلى مراجعة استراتيجياته.
وأكد ألكسندر زومبف، متداول المعادن النفيسة، أن التأثير الاقتصادي لبيانات البطالة كان أقوى من التوجهات الإيجابية الأخرى، ويعتقد أن ضعف سوق العمل سيؤثر بشكل ملحوظ على قرارات الفيدرالي المستقبلية، مما سيزيد من جاذبية الذهب لمحبي الاستثمار الآمن.

ترقب تقرير الوظائف وأثره على أسعار الذهب

ينتظر المستثمرون بشدة تقرير الوظائف الأمريكية في القطاعات غير الزراعية، والذي يُتوقع صدوره قريبًا، ويُرجَّح أن يضيف الاقتصاد الأمريكي 130 ألف وظيفة جديدة مع بقاء معدل البطالة عند 4.2 بالمئة، ورغم ذلك، فإن أي بيانات أضعف من المتوقع قد تزيد من الضغط على الاحتياطي الفيدرالي لتغيير سياسته، مما يُنعش بالتالي أداء الذهب في الأسواق الاقتصادية.
أوضح زومبف أن التباطؤ في نمو الوظائف سيرفع من توقعات خفض الفائدة، وهو ما من شأنه أن يجذب المزيد من المستثمرين للذهب، خاصة في ظل بيئة اقتصادية غير مستقرة وانخفاض العائدات على الاستثمارات النقدية مقارنة بالمعادن النفيسة.

الذهب في ظل التوترات والضبابية الاقتصادية

يعتبر الذهب خيارًا استثماريًا رئيسيًا في فترات التحديات الاقتصادية، ومع تزايد التوترات الجيوسياسية والاضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية، يواصل الذهب تعزيز مكانته كأصل مثالي للتحوط، ومع التوجه نحو سياسات نقدية تتضمن خفض معدلات الفائدة، يصبح الذهب أكثر جذبًا بسبب انخفاض العوائد المتوقعة من الأصول الأخرى.
يشير الخبراء إلى أن التصاعد في الأزمات العالمية، مثل ارتفاع تكاليف الطاقة واضطرابات التجارة الدولية، يُساهم بشكل كبير في زيادة الإقبال على الذهب كبديل آمن مقابل الأصول ذات المخاطر المرتفعة.

أداء قياسي للفضة والمعادن النفيسة الأخرى

حققت الفضة أعلى مستوياتها خلال 13 عامًا في الأسواق المالية؛ إذ ينظر إليها المستثمرون كبديل استثماري منافس للذهب، تتمتع الفضة بأسعار تراها العديد من التقارير أقل من قيمتها الحقيقية، مما دفع إلى ارتفاع الطلب المحقق على هذا المعدن، بجانب ذلك، شهدت المعادن الأخرى مثل البلاتين والبلاديوم ارتفاعات مشابهة، حيث وصل البلاتين إلى قيم قياسية هي الأعلى منذ مارس 2022، كما سجل البلاديوم مكاسب كبيرة.
أشار أولي هانسن من “ساكسو بنك” إلى أن قدرة المعادن، مثل الفضة والبلاتين، على الاحتفاظ بجاذبيتها تعود إلى كونها لا تزال تُقدَّر بأقل من قيمتها الحقيقية؛ ويعزز هذا الاتجاه التوقعات بارتفاع الطلب العالمي عليها في المستقبل القريب.