شهدت أسعار الذهب العالمية اليوم ارتفاعاً بارزاً بنسبة بلغت 1.9%، ليصل سعر أونصة الذهب إلى 3359 دولار، وقد جاء ذلك مدعوماً بعدة عوامل أساسية كان أبرزها تصاعد الطلب على الذهب كملاذ آمن نتيجة لزيادة التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب تصريحات الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب بشأن مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب العالمية

يُعتبر التصعيد العسكري بين أوكرانيا وروسيا أحد أهم الأسباب التي ساهمت في ارتفاع أسعار الذهب، حيث قامت أوكرانيا بشن هجمات مكثفة، بينما ردت روسيا بضربات بطائرات مسيرة، مما أدى إلى زيادة القلق في الأسواق العالمية، ودفع المستثمرين إلى البحث عن استثمارات آمنة مثل الذهب. هذا بالإضافة إلى توترات تجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي شملت تهديدات بفرض رسوم جمركية جديدة.
وقد تراجعت شهية المخاطرة بين المستثمرين، خاصة بعد إعلان ترامب زيادة تعريفة واردات الصلب والألومنيوم من 25% إلى 50%، وهو ما أثار مزيداً من المخاوف الاقتصادية المتعلقة بالتضخم وأسواق المال. بجانب ذلك، انخفض الدولار الأمريكي بنسبة 0.7%، مما ساهم في تعزيز جاذبية الذهب كأصل استثماري بديل للعملات.

التطورات التجارية وتأثيرها على سعر الذهب

بالإضافة إلى التصعيد الروسي الأوكراني، نجد أن التوترات بين الصين والولايات المتحدة عززت ارتفاع أسعار الذهب، حيث وجهت إدارة ترامب انتقادات حادة للصين بزعم انتهاك اتفاقية جنيف التجارية، إلا أن بكين ردت بأنها ستتخذ تدابير لحماية مصالحها الوطنية. انعكست هذه المواجهات التجارية بتراجع التوقعات بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري دائم بين الطرفين، مما دفع المستثمرين نحو أصول آمنة.
كما أشار كريستوفر والر محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه يدعم خفض أسعار الفائدة، خاصة مع استقرار التضخم وقوة سوق العمل، مما زاد من التوقعات بأن يبقى الذهب في مساره الصعودي خلال الفترة القادمة.

أسعار الذهب في السوق المحلية

في الوقت الذي يسجل فيه سعر أونصة الذهب ارتفاعاً عالمياً، شهدت الأسواق المحلية بدورها قفزة في أسعار الذهب، حيث ارتفع الذهب عيار 21 الأكثر مبيعاً في مصر إلى مستوى 4680 جنيه للجرام، مقارنة بإغلاق الأمس عند 4610 جنيه للجرام. يُعزى ذلك إلى التأثير المباشر لارتفاع السعر العالمي للأونصة، والذي يظل المُحرِك الرئيسي لتحديد الأسعار المحلية.
ورغم ذلك، قد حدّ تراجع الدولار أمام الجنيه المصري من مكاسب الذهب المحلية، خاصة مع استقرار الأوضاع المالية والاقتصادية في مصر بحسب تقرير صندوق النقد الدولي الأخير الذي أشاد بالأداء المالي المصري.

التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب

مع تجاوز السعر العالمي للذهب حاجز 3330 دولار للأونصة واختراق اتجاهه الهابط قصير الأجل، باتت التوقعات الفنية تشير إلى إمكانية استمرار الاتجاه الصعودي للذهب عالمياً. بالنسبة للسوق المحلية، يُتوقع أن يواصل الذهب عيار 21 تحقيق مكاسب جديدة، خاصة في ظل بقاء الأسعار العالمية مرتفعة وانخفاض سعر صرف الدولار أمام الجنيه.
أما بالنسبة لسوق الذهب العالمي والمحلي، فتظل الأسعار مرتبطة بشكل كبير بالتوترات الجيوسياسية والاقتصادية، وتعتمد على قرارات حكومية مثل الرسوم الجمركية وخطط البنك الاحتياطي الفيدرالي تجاه خفض أسعار الفائدة خلال الفترة القادمة.