شهدت أسعار الذهب اليوم ارتفاعاً ملحوظاً مع تأثر الأسواق العالمية بتصريحات الرئيس الأمريكي بشأن زيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم، حيث يعتبر الذهب أحد أبرز الملاذات الآمنة التي يتّجه إليها المستثمرون عادة لحماية استثماراتهم في ظل توترات اقتصادية وجيوبوليتيكية كبيرة.

ارتفاع أسعار الذهب في ظل التوترات الاقتصادية

سجل الذهب في المعاملات الفورية زيادة بنسبة 0.6 بالمئة ليبلغ 3309.89 دولار للأوقية، كما شهدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب ارتفاعاً بنفس النسبة لتصل إلى 3333.30 دولار، ويأتي هذا الارتفاع بالتزامن مع انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.1 بالمئة، ما جعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى، ويرى الخبراء أن التوترات التجارية الناجمة عن قرارات الإدارة الأمريكية لعبت دوراً كبيراً في تحريك الأسعار.

تأثير الرسوم الجمركية على الذهب ومعادن أخرى

أعلن الرئيس الأمريكي عزمه مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم؛ ما أثار ردود أفعال حادة من قبل الاتحاد الأوروبي الذي حذر من تداعيات اقتصادية محتملة وتوعد برد مماثل، وقد أدى هذا الإعلان إلى تدفق المستثمرين نحو الذهب كوسيلة للتخفيف من المخاطر الاقتصادية، بالإضافة إلى الذهب، تأثرت المعادن النفيسة بالكامل حيث ارتفعت الفضة بنسبة 0.2 بالمئة ووصلت إلى 33.04 دولار للأوقية، بينما انخفض البلاتين بنسبة 0.2 بالمئة إلى 1054.28 دولار، واستقر البلاديوم عند 970.79 دولار.

تأثير التوترات الجيوسياسية على أسعار الذهب

إلى جانب العوامل الاقتصادية، لعبت التوترات الجيوسياسية دوراً هاماً في تعزيز الإقبال على الذهب، حيث تصاعدت الأزمات بين أوكرانيا وروسيا مع اشتداد العمليات العسكرية بينهما، وشملت التطورات الأخيرة تفجير جسر استراتيجي وانهيار قطار ركاب في روسيا، فضلاً عن هجوم على قاذفات روسية قادرة على حمل أسلحة نووية، وتلك التطورات زادت من المخاوف العالمية تجاه مستقبل الاقتصاد وساهمت برفع أسعار الذهب.

التوقعات المستقبلية والمستجدات الاقتصادية

تتزايد التوقعات بأن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس هذا العام، مما قد يعزز من فرص نمو الذهب وأسعاره، ووفقاً لأحدث البيانات الأمريكية، ارتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 2.1 بالمئة في أبريل الماضي، وهو أقل من المتوقع بنسبة طفيفة، الأمر الذي قد يدفع الأسواق لدراسة تكرار قرارات تحفيزية تخفف الضغط الاقتصادي.

الذهب كملاذ اقتصادي في مواجهة الركود

تبقى أسعار الذهب دائماً انعكاساً واضحاً للتغيرات الاقتصادية حول العالم، وتعكس حالياً تأثيرات التوترات السياسية العالمية والقرارات الاقتصادية مثل رفع الرسوم الجمركية المتصاعدة، ومع استمرار انخفاض الدولار، من المتوقع أن يشهد الذهب المزيد من الارتفاعات مع تزايد الإقبال عليه كملاذ اقتصادي آمن للمستثمرين خلال فترات عدم الاستقرار الاقتصادي.