تراجعت أسعار الذهب في مستهل تعاملات اليوم الجمعة الموافق 30 مايو/أيار 2025، حيث فقدت نحو 26 دولارًا أميركيًا في الأسواق العالمية، مع دخولها في مسار خسارة أسبوعية بسبب ارتفاع طفيف للدولار الأميركي، يأتي هذا بينما ينتظر المستثمرون بفارغ الصبر إصدار تقرير اقتصادي أميركي حول التضخم، والذي من المتوقع أن يلقي الضوء على خطط الاحتياطي الفيدرالي القادمة.

أسعار الذهب اليوم

بحلول الساعة 06:30 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:30 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، سجلت العقود الآجلة لمعدن الذهب تسليم أغسطس/آب انخفاضًا ملحوظًا بنسبة 0.79% لتصل إلى 3317 دولارًا للأوقية، بينما هبطت عقود الذهب للتسليم الفوري بنسبة 0.4% لتستقر أسعارها عند 3303.51 دولارًا للأوقية، وفقًا للبيانات المحدثة من منصة الطاقة المتخصصة، هذا التراجع يعكس انخفاضًا بنسبة 1.6% في أسعار السبائك على مدار الأسبوع، مما يضع الذهب في مسار تسجيل خسائر أسبوعية واضحة.

أما المعادن النفيسة الأخرى، فقد شهدت انحدارًا حيث انخفضت أسعار معدن الفضة الفورية بنسبة 0.66% لتصل إلى 33.10 دولارًا للأوقية، بينما تراجع سعر البلاتين بنسبة 1.09% ليسجل 1074.30 دولارًا للأوقية، وسجل البلاديوم انخفاضًا بنسبة 0.75% ليصل إلى 971.09 دولارًا للأوقية، في المقابل حقق مؤشر الدولار ارتفاعًا بنسبة 0.15%، مما يعكس تعزيزاً طفيفاً لقيمة العملة الأميركية.

تحليل أسعار الذهب

وفقًا لتحليل المدير الإداري لشركة “غولد سيلفر سنترال” في سنغافورة، برايان لان، فإن الثبات النسبي في أسعار الذهب يعكس طبيعة السوق خلال هذه الفترة، ويرتبط ذلك بشكل مباشر بالثقة في الدولار الأميركي، وأضاف أن السبائك عادة ما تستفيد من بيئات أسعار الفائدة المنخفضة، وهو ما يمنحها دعمًا إيجابيًا يعزز من استقرارها على المدى الطويل.

وكان لان قد أشار إلى أن التوترات التجارية الأميركية عادت إلى الواجهة مجددًا بعد قرار محكمة استئناف فيدرالية بإعادة فرض رسوم ترمب الجمركية على البضائع المستوردة بشكل مؤقت، مما يؤكد عدم وضوح المشهد الاقتصادي بشكل كامل، هذه التوترات كان لها تأثير على تقلبات أسعار الذهب، إضافة إلى ضعف الطلب في الأسواق الآسيوية مثل الهند، حيث أدى ارتفاع أسعار الذهب المحلية ونهاية موسم الزفاف إلى خفض الإقبال، كما شهدت الصين، أكبر مستهلك للذهب، تراجعًا في أقساط التأمين المرتبطة بالمعدن.

أهمية تقرير التضخم الأميركي

من المقرر أن تصدر الحكومة الأميركية تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي، والذي سيكشف عن تطورات مؤشرات التضخم في أبريل/نيسان، ويُعتقد أن التقرير سيظهر زيادة بنسبة 2.2%، وقد أكدت تصريحات لرئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، أن السياسة النقدية قد تتجه إلى خفض أسعار الفائدة مرتين هذا العام، إلا أنها شددت على ضرورة استقرار أسعار الفائدة في الوقت الراهن لتحقيق أهداف التضخم المحددة عند 2%.

تظل عوامل عديدة تؤثر على أسعار الذهب، أبرزها السياسات المالية الأميركية وسلوكيات السوق، مما يجعل متابعة التطورات اليومية أمرًا ضروريًا لتحديد مسار السعر المستقبلي.