تعافي أسعار الذهب بشكل قوي يعود جزئياً إلى ضعف الدولار الأمريكي، خلال جلسة التداول الأخيرة شهدت أسعار الذهب (XAU/USD) زيادة ملحوظة بلغت حوالي 3,320 دولار أمريكي للأونصة، بعد أن تراجعت سابقًا إلى أدنى مستوى عند 3,245 دولار، وقد ساعد ضعف مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي انخفض إلى 99.50، في دعم الذهب بشكل كبير وزيادة جاذبيته بين المستثمرين الدوليين، خاصة عقب الحكم التاريخي للمحكمة الفيدرالية حول التعريفات الجمركية.

تأثير ضعف الدولار على أسعار الذهب

يؤدي ضعف الدولار الأمريكي إلى زيادة جاذبية الذهب للمستثمرين، حيث يصبح شراء الذهب أقل تكلفة للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى، ففي ظل الأحداث الأخيرة، تسبب الحكم الفيدرالي في نيويورك ضد سياسات التعريفات الجمركية التي اعتمدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التأثير على قوة الدولار بشكل مباشر، وبالرغم من التحديات القانونية المتعلقة بهذا الحكم، فإن الأسواق شهدت تهدئة في توقعات المخاطر.

الأحداث القانونية وتأثيرها على تعافي أسعار الذهب

أُصدر حكم قضائي يُطالب بإلغاء التعريفات الجمركية خلال عشرة أيام، لكن الإدارة الأمريكية سارعت للاستئناف؛ هذا القرار أثر بشكل مباشر على الأسواق المالية وخلق حالة من الارتياح النسبي، مما أدى إلى زيادة الإقبال على الذهب كملاذ آمن، ومع إعلان الرسوم الجمركية على واردات متنوعة من قبل الإدارة الأمريكية مثل الألومنيوم والحديد والسلع الأخرى، وحالة الاستئناف على الحكم الفيدرالي، لاحظنا ارتفاعًا إضافيًا في أسعار الذهب، مما عزز الطلب عليه على مستوى عالمي.

الدولار الأمريكي والناتج المحلي الإجمالي

رغم أن البيانات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة قدرت أن الناتج المحلي الإجمالي للفصل الأول من عام 2025 شهد انخفاضًا بلغ 0.1% مقارنة بالتقديرات السابقة البالغة 0.3%، إلا أن الاستهلاك الفردي والإنفاق العام لم يستطيعا التعويض عن التأثير السلبي، كما أن ارتفاع الواردات وتقلص الصادرات تسبب بعجز تجاري ضخم أثرت نتائجه على الاقتصاد، هذا العجز ساهم بشكل غير مباشر في تعزيز أسعار الذهب، حيث أن تزايد المخاوف الاقتصادية يُحفز المستثمرين على اللجوء للملاذات الآمنة كبديل للاستثمارات التقليدية.

ارتفاع طلبات إعانات البطالة وعلاقتها بأسعار الذهب

شهدت بيانات وزارة العمل الأمريكية زيادة في أعداد طلبات إعانة البطالة مقارنة بالتوقعات الاقتصادية، حيث بلغت الطلبات الجديدة 240 ألف طلب في الأسبوع المنتهي بتاريخ 24 مايو، بينما توقعت الأسواق 230 ألف طلب فقط، هذه الزيادة أدت لارتفاع حذر بين المستثمرين، فتباطؤ سوق العمل يبعث القلق حول الاستقرار الاقتصادي، مما يدفع العديد منهم نحو الاستثمار في الذهب كخيار آمن خلال فترات الاضطرابات الاقتصادية.

الأرقام الرئيسية وآفاق أسعار الذهب

يحدث تصاعد أسعار الذهب عادة خلال فترات التقلبات الاقتصادية الدولية وضعف العملات الكبرى، مما يجعل هذا المعدن عالمياً حلم المستثمرين، ومع استمرار المخاطر الاقتصادية وانخفاض قوة الدولار، قد نشهد في المستقبل القريب المزيد من الارتفاع لأوقية الذهب.