أعلن البيت الأبيض، أمس الخميس، أن إسرائيل وافقت على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في وقت تستمر المباحثات مع حركة «حماس»، في وقت أعلنت إسرائيل، إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة، الأمر الذي لقي تنديداً عربياً ودولياً، واعتبرت الأمم المتحدة أن المستوطنات الإسرائيلية تأخذ حل الدولتين في «اتجاه خاطئ»، فيما دعت 4 دول أوروبية إلى قبول فلسطين عضواً كاملاً بالأمم المتحدة.
قالت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية كارولاين ليفيت خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض: «يمكنني التأكيد أن الموفد الخاص ستيف ويتكوف والرئيس دونالد ترامب أرسلا إلى «حماس» اقتراحاً لوقف إطلاق النار وافقت عليه إسرائيل وأيدته. إسرائيل وقعت هذا الاقتراح قبل إرساله إلى حماس». وأضافت: «يمكنني أيضاً أن أؤكد أن هذه المباحثات مستمرة، ونأمل أن يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة حتى نتمكن من إعادة جميع الرهائن إلى ديارهم».
ورفضت المتحدثة في وقت لاحق تأكيد تقارير إعلامية تفيد بأن الجانبين توصلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً وأن ترامب على وشك الإعلان عن ذلك. وقالت ليفيت: «إذا كان هناك إعلان سيتم إصداره، فإنه سيأتي من البيت الأبيض- الرئيس، أو أنا، أو المبعوث الخاص ويتكوف».
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت، مساء أمس الخميس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات الأسرى الإسرائيليين موافقته على مقترح ويتكوف بشأن غزة. وأوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية، ومن بينها القناتان ال13 و12، أن نتنياهو قال لعائلات الأسرى الإسرائيليين، خلال لقائه بهم، إنه «يوافق على خطة ترامب الجديدة».
وفي المقابل، أكدت حركة «حماس» في بيان، أنها «قيادة حركة حماس، قد استلمت من الوسطاء مقترح ويتكوف الجديد». وأضافت في البيان المقتضب، أنها «تقوم بدراسة هذا المقترح بمسؤولية، وبما يحقق مصالح شعبنا وإغاثته، وتحقيق وقف إطلاق النار الدائم في القطاع».
وكان المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف كشف عن مبادرة جديدة بشأن غزة، تتضمن وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً، يتم خلالها الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثة على مرحلتين خلال أسبوع. وخلال فترة التهدئة، ستجري مفاوضات بين إسرائيل و«حماس» حول إنهاء الحرب، مع إمكانية تمديد التفاوض أو استئناف العمليات العسكرية إذا تعثرت المفاوضات. كما ينص الاتفاق على استئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى مواقعه السابقة، مع بقائه في محور فيلادلفيا، إلى جانب إفراج إسرائيل عن أسرى وفق آلية المراحل السابقة.
من جهة أخرى، أعلنت إسرائيل، أمس الخميس، إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة ما من شأنه أن يزيد توتر العلاقة بين إسرائيل وجزء كبير من المجتمع الدولي. وقال وزير المال الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش عبر حسابه على منصة إكس: «اتخذنا قراراً تاريخياً لتطوير الاستيطان: 22 تجمعاً استيطانياً جديداً في الضفة الغربية، وتكثيف الاستيطان في شمال الضفة وتعزيز المحور الشرقي لإسرائيل».
وأشار سموتريتش إلى أن الخطوة المقبلة ستكون فرض «السيادة» الإسرائيلية على الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في 1967.
من جانبه، أكد وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن هذه الخطوة «ستغير وجه المنطقة وترسم مستقبل الاستيطان لسنوات مقبلة».
وأكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أمس الخميس، أن إعلان إسرائيل إقامة مستوطنات جديدة في الضفة الغربية المحتلة «يأخذنا في الاتجاه الخاطئ بشأن حل الدولتين». وقال ستيفان دوجاريك: «نعارض أي توسيع للنشاط الاستيطاني»، مذكراً بمطالبة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إسرائيل في شكل متكرر «بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية... غير القانونية» في الأراضي الفلسطينية، والتي «تشكّل عقبة أمام السلام».
ودان الأردن إعلان سموتريتش إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة، مؤكداً أن «لا سيادة لإسرائيل على الأرض الفلسطينية المحتلة» وأن قرارتها هناك «غير شرعية». واعتبر وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط هاميش فالكونر، أن موافقة إسرائيل على بناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة تشكّل «عقبة متعمّدة في طريق إقامة دولة فلسطينية».
في غضون ذلك، دعت 4 دول أوروبية هي إسبانيا، أيرلندا، سلوفينيا، والنرويج، في بيان مشترك، إلى قبول فلسطين بصفتها عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة. وأكدت هذه الدول أن الاعتراف بدولة فلسطين هو خطوة ضرورية لتنفيذ حل الدولتين، وأن الدولة الفلسطينية القابلة للحياة والمتصلة جغرافياً ضمن حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هي السبيل لتحقيق السلام والأمن لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين.
إلى ذلك، ندد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس الخميس، بالهجمات الإسرائيلية على غزة التي اعتبرها بمنزلة «عقاب جماعي للسكان المدنيين»، في انتقاد روسي شديد لإسرائيل في وقت تكثّف عملياتها العسكرية في القطاع.
(وكالات)
0 تعليق