ارتفعت التوقعات الإيجابية حول أسعار الذهب والفضة في المستقبل بشكل ملحوظ، وتشير التقديرات الحالية إلى ارتفاع مرتقب لأسعار المعادن الثمينة بحلول النصف الثاني من عام 2025، وأوضح فرانسيسكو بلانش، رئيس قسم أبحاث السلع في بنك أوف أميركا للأوراق المالية، أن التصحيح الحالي في أسعار هذه المعادن هو نتيجة لعدم الاستقرار الجيوسياسي قصير الأمد، مما يعزز حالة التفاؤل على المدى الطويل حول سوق الذهب.

أسعار الذهب والفضة والمتغيرات المستقبلية

تشير أحدث التقديرات إلى أنّ سعر الذهب قد يصل إلى 3500 دولار أمريكي للأوقية بحلول النصف الأول من عام 2025، وهي رؤية طرحها خبراء في الأسواق المالية سابقًا، وبالفعل، أثبتت هذه التوقعات دقتها عندما سجلت عقود الذهب الآجلة في بورصة كومكس 3442.3 دولار للأوقية بمنتصف الربع الثاني من العام نفسه، ويتوقع متخصصون أن أداء سوق الذهب سيكون متذبذباً خلال الأشهر القادمة، لكنه سيستعيد قوته بدعم من العوامل الجغرافية السياسية والتقلبات الاقتصادية التي تلعب دوراً كبيراً في تحديد اتجاه الأسعار.

ما هي العوامل المؤثرة على أسعار المعادن الثمينة؟

يعتبر عدم اليقين السياسي والتقلبات الجيوسياسية من أهم المتغيرات التي تؤثر على أسعار الذهب والفضة، وأوضح فرانسيسكو بلانش أن منظور السوق الحالي يدل على أن تجاوز الذهب مستوى 3500 دولار للأوقية والوصول إلى 4000 دولار أو أكثر قد يتطلب استمرار تلك العوامل التي تضيف ضغوطاً على الاستثمارات الاقتصادية الأخرى، وبينما تستقر أسعار الذهب حالياً عند 3296.1 دولاراً للأوقية، يظل الاتجاه العام للسوق في حالة ترقب وانتظار نحو ارتفاع جديد محتمل في الأسعار على المدى الطويل.

توقعات البنوك الكبرى حول أسعار الذهب

تطرقت العديد من البنوك والمؤسسات المالية الكبرى إلى تقديم تقديرات دقيقة حول الأسعار المستقبلية للذهب، من بين هذه البنوك بنك HSBC الذي أوضح أن المتوسط السنوي لأسعار الذهب في العامين 2025 و2026 سيكون قرب 3015 دولارًا و2915 دولارًا أمريكيًا للأوقية على التوالي، تشير هذه التقديرات إلى أن استمرار النزاعات الجيوسياسية كالحرب بين روسيا وأوكرانيا والصراعات في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تغيرات السياسة الخارجية الأمريكية، ستلعب دوراً أساسياً في استمرارية رفع أسعار المعادن الثمينة.

الفجوة بين الأسواق العالمية والمحلية

على الرغم من تسجيل بورصة كيتكو لسعر 3296.1 دولار للأوقية، إلا أن هناك تفاوتاً بين الأسواق العالمية والمحلية مثل بورصة SGI، ويعزى هذا التفاوت إلى عوامل مثل تكاليف النقل، الفرق بين العملات المحلية والدولار الأمريكي، وتأثيرات الطلب المحلي على الأسعار، ومع بقاء سعر الذهب ضمن معدلات التذبذب الحالية، تُظهر التحليلات أن الحركة التصحيحية للسوق قد تستمر لفترة قصيرة قبل أن تبدأ الأسعار بالارتفاع بشكل ملحوظ في المستقبل القريب.

تحليل استراتيجي لمستقبل الذهب

يتوقع خبراء الاقتصاد أن السنوات القادمة ستشهد طفرات ملحوظة في سوق المعادن الثمينة، خاصة الذهب، فقد بات واضحاً أن الأزمات السياسية والمالية تسهم بزيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن، وتستمر البنوك والمحللون الماليون في تحديث توقعاتهم بناءً على المعطيات العالمية، ليبقى الذهب على رأس قائمة الاستثمارات المستقرة، مما يعزز توقعات وصول أسعاره إلى مستويات قياسية تُلامس 4000 دولار أو تزيد بحلول السنوات المقبلة، وفقًا للظروف العالمية المتغيرة باستمرار.