ارتفعت أسعار الذهب بشكل طفيف خلال تداولات الأربعاء، حيث أقبل المستثمرون على الشراء مستغلين تراجع الأسعار في الجلسة السابقة؛ ومع ذلك، أدى انخفاض حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى تقليل هذه المكاسب، ويترقب السوق حاليًا تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية في الولايات المتحدة كمؤشر على اتجاه أسعار الفائدة.

أسعار الذهب تسجل ارتفاعًا طفيفًا

شهدت أسعار الذهب في المعاملات الفورية تحسناً بنسبة 0.3%، لتصل إلى 3308.99 دولار للأوقية بحلول الساعة 02:37 بتوقيت غرينتش، بعد انخفاض بنسبة 1% في الجلسة السابقة، كما زادت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.2% لتسجل 3308.30 دولار للأوقية، ويعكس هذا الانتعاش رغبة المستثمرين في الاستفادة من الفرص الاستثمارية التي يوفرها انخفاض الأسعار مؤخراً، حيث أكد تيم ووترر، محلل السوق في شركة كيه. سي. إم تريد، أن التراجع السابق للذهب إلى ما دون 3300 دولار دفع بعض المستثمرين إلى الشراء، لكن حالة التفاؤل في السوق بشأن تراجع النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أثرت على احتمالات زيادات كبيرة في أسعار الذهب.

تطور العلاقات الدولية وتأثيرها على أسعار الذهب

شهدت الأسواق تغييرات واضحة بعد إعلان الرئيس الأميركي تأجيل تنفيذ تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي، وقد تم تحديد الموعد الجديد في 9 يوليو لتوفير وقت إضافي للمفاوضات بين الطرفين، ويرى المستثمرون أن هذه التهدئة في العلاقات التجارية العالمية يمكن أن تقلل من احتمالات زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن، مما يؤثر على مكاسب المعدن النفيس، إضافة إلى ذلك، يترقب المستثمرون تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي المرتقب يوم الجمعة، حيث يُعتقد أن هذه البيانات ستقدم إشارات هامة بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأميركية.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

بالإضافة إلى التحركات في أسعار الذهب، شهدت سوق المعادن النفيسة الأخرى استقرارًا وتغييرات طفيفة، حيث استقر سعر الفضة في المعاملات الفورية عند 33.31 دولارًا للأوقية، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.4% ليصل إلى 1084.07 دولارًا للأوقية، وانخفض البلاديوم بشكل بسيط بنسبة 0.2% مسجلاً 976.22 دولارًا، توضح هذه التغيرات المحدودة في أسعار المعادن الأخرى أن السوق يعتمد حالياً على تطورات الاقتصاد الكلي، خصوصًا التوترات التجارية ومستقبل معدلات الفائدة.

تحليل السوق وترقب المستجدات

يتطلع المشاركون في السوق بشغف إلى بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر أبريل لمحاولة فهم توجهات السياسة النقدية الأميركية بشكل أعمق، إذ يمكن أن تكون هذه المؤشرات عاملاً رئيسياً في تحديد المسار العام لأسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، من جهة أخرى، انتعشت معنويات المستهلكين في الولايات المتحدة خلال شهر مايو بعد فترة طويلة من التراجع استمرت خمسة أشهر، ويعزى ذلك بشكل رئيسي إلى الهدنة المؤقتة بين الولايات المتحدة والصين في الحرب التجارية التي أثرت بشكل كبير على حركة السوق.