المعدن الأصفر يظل واحدًا من أكثر الأصول تأثرًا بالمتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية، إذ سجل الذهب في فترات من التوتر العالمي زيادات كبيرة في قيمته، فقد حقق مستويات قياسية وصلت إلى 3509 دولارًا للأونصة، إلا أن هذه المكاسب تبعتها خسائر تدريجية بفقد المعدن الثمين 200 دولار مع تراجع المخاوف، ليبقى السوق في حالة تقلب دائم يعتمد على التطورات المحيطة.

أسعار المعدن الأصفر اليوم

تراجعت أسعار المعدن الأصفر بشكل ملحوظ اليوم في ظل تأثير عدة عوامل بارزة، حيث هبطت أسعاره في المعاملات الفورية بنسبة 1.4% بما يعادل 50 دولارًا ليصل إلى مستويات 3295 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 10:00 صباحًا بتوقيت غرينتش، إضافة إلى انخفاض ملحوظ في العقود الأمريكية الآجلة تسليم أغسطس بنسبة 2.1% لتسجل 3324.50 دولارًا للأونصة، أما بيانات أمس الاثنين فقد شهدت انخفاضًا آخر، حيث تراجعت الأسعار بشكل طفيف سواء في المعاملات الفورية أو العقود الآجلة، ومع ذلك، ظلت الأسواق الأمريكية والبريطانية مغلقة عطلة أمس مما أسهم في تأجيج الخسائر الاقتصادية.

أثر الديون الأمريكية على المعدن الأصفر

تلعب الديون الحكومية دورًا كبيرًا في التأثير على الطلب على الذهب، حيث أقر مجلس النواب الأمريكي تعديلات مالية يعتقد أنها سترفع ديون الحكومة الاتحادية إلى نحو 3.8 تريليون دولار إضافية خلال العقد المقبل، هذه السياسات المالية توسع من عجز الموازنة الذي يحفز المستثمرين للاقبال على المعدن الأصفر كملاذ آمن ويضع ضغطًا مباشرًا على قيمة الدولار الأمريكي، في الوقت نفسه ارتفع مؤشر الدولار بعد تسجيله تراجعًا كبيرًا خلال الجلسة السابقة مما أبقى الذهب خيارًا استثماريًا مرغوبًا لأولئك الذي يسعون لتفادي أزمات النقد الورقي.

التوترات التجارية تدفع إلى تقلب أسعار المعدن الأصفر

التوترات التجارية العالمية تلعب دورًا مهمًا كذلك في التأثير على الذهب، إذ تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية مرتفعة على سلع الاتحاد الأوروبي بعد تهديد استمر أسابيع، وأدى هذا إلى تغيرات مؤقتة بأسعار السلع والعملات وبالتالي الذهب، وبرغم هدوء هذه التهديدات، فقد أضافت حالة الحذر المستمرة في الأسواق زخمًا للتقلبات المحيطة بأسعار المعدن الأصفر خلال الأيام الماضية.

التوقعات المستقبلية للمعدن الأصفر

مع استمرار نهج السياسة المالية الأمريكية المرتبك، رفع سيتي بنك السعر المستهدف للمعدن الأصفر لفترة الثلاثة أشهر القادمة إلى 3500 دولار للأونصة مقارنة بالتوقعات السابقة التي كانت تقف عند 3150 دولارًا، وتأتي هذه التوقعات مع احتمالات تأثيرات الرسوم الجمركية والمخاطر المحيطة بالاقتصادات العالمية، حيث من المتوقع أن يتحرك الذهب ضمن نطاق 3100 إلى 3500 دولار للأونصة، هذا الأداء المدفوع مدعوم بانخفاض مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته منذ شهر وبقاء الطلب مرتفعًا.

عوامل الأسواق التي تؤثر على أداء المعدن الأصفر

على صعيد آخر، تولي الأسواق اهتمامًا كبيرًا لسياسات البنوك المركزية وخطابات مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى جانب صدور بيانات اقتصادية مثل مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، والتي ينظر إليها المستثمرون كإشارة على مسار أسعار الفائدة في المستقبل، كل هذه الأمور تجعل استقرار المعدن الأصفر مرهونًا بالتغيرات العالمية والقرارات الاقتصادية المتوقعة.