توقعات أسعار الذهب أصبحت حديث الأسواق المالية بعد تقارير بنك “سيتي”، حيث قام البنك برفع تقديراته للذهب على المدى القصير إلى 3500 دولار للأونصة، مشيرًا إلى تصاعد التوترات التجارية والمخاطر الجيوسياسية العالمية، وكان البنك قد حدده سابقًا ما بين 3000 إلى 3300 دولار، ويتوقع البنك أن تستقر أسعار الذهب ضمن نطاق بين 3100 و3500 دولار في المستقبل القريب، مما يعكس استمرار الطلب الاستثماري القوي.

أسباب رفع توقعات أسعار الذهب إلى 3500 دولار

أشار بنك “سيتي” في مذكرته إلى عدة عوامل أساسية دفعت إلى رفع توقعاته لأسعار الذهب، من أبرزها تصاعد التوترات الجيوسياسية التي تؤثر على ثقة المستثمرين، كما لعبت التوترات التجارية العالمية دورًا كبيرًا في زيادة التوجه نحو المعدن النفيس كأصل آمن، بجانب المخاوف الاقتصادية من تباطؤ عالمي محتمل، وأكد البنك أن المستوى بين 3100 و3500 دولار للأونصة هو تقدير معقول للفترة المقبلة بناءً على هذه المعطيات.

الذهب ومستويات قياسية تاريخية

توقعت التقارير أن يستمر الذهب في تسجيل مستويات قياسية خلال النصف الثاني من عام 2025، حيث تم رفع المستهدفات بعد أن تجاوزت الأسعار مستوى 3500 دولار لأول مرة مدفوعة بالمخاوف من قرارات الاحتياطي الفيدرالي، بالإضافة إلى أن الأسواق شهدت ارتفاعًا تاريخيًا بنحو 0.5% من الناتج العالمي يُنفق على الذهب، وهو ما لم يحدث منذ خمسة عقود، ويظل الطلب على المجوهرات في أسواق رئيسية مثل الهند والصين داعمًا إضافيًا لزيادة القيمة السوقية للذهب.

عوامل قد تعيق استمرار ارتفاع الذهب

رغم هذه التوقعات الإيجابية، يستمر بنك “سيتي” في تبني حذر واضح بشأن أسعار الذهب على المدى الطويل بناء على عوامل معينة، يتمثل أهمها في احتمال انخفاض المخاطر الاقتصادية مع اقتراب الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى قرارات الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة التي يمكن أن تدعم الأسواق المالية، كما أن بلوغ حيازة الأسر معدلات مرتفعة من الذهب قد يؤثر على حجم الطلب المستقبلي، ما يجعل الاستمرار في الارتفاع تحديًا.

ماذا عن المعادن الأخرى مثل البلاتين والبلاديوم؟

لم يسجل بنك “سيتي” تغييرات تُذكر في توقعاته لأسعار معادن أخرى مثل البلاتين والبلاديوم، حيث ظلت التقديرات عند مستويات 1050 و900 دولار للأونصة على التوالي، ويرجع البنك ذلك إلى كون الارتفاعات الأخيرة لهذه المعادن مدفوعة بتحركات إعلامية أكثر من زيادة فعلية في الطلب، وأشار “سيتي” إلى أن استمرار الطلب على البلاتين يتطلب تحسنًا ملموسًا في السوق النهائي.

التهديدات التجارية وتأثيرها على الذهب

حدث تغيير مفاجئ في أسعار الذهب عندما هددت الولايات المتحدة بزيادة الرسوم الجمركية إلى 50% على واردات من الاتحاد الأوروبي، مما دفع بنك “سيتي” إلى رفع المستهدف السعري للذهب، ولكن بعد محادثة هاتفية بين الرئيس الأمريكي ورئيسة المفوضية الأوروبية تم تأجيل تنفيذ القرار، وبلغ التأثير ذروته حيث دعا البنك لاحقًا إلى فترة استقرار نسبي في الأسواق، مشيرًا إلى أهمية التعامل بحذر مع توقعات السوق المقبلة.