تراجعت أسعار الذهب بشكل ملحوظ مؤخرًا، حيث شهد سعر الذهب الفوري انخفاضاً بنسبة 0.3% ليسجل 3346.59 دولار للأوقية، كما تراجعت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.6% لتصل إلى 3345.70 دولار، كما تأثرت الأسواق بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق عن مهلة جديدة للمفاوضات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، وتمثل أسعار الذهب أحد أبرز العوامل الاقتصادية التي تستقطب انتباه المستثمرين حول العالم.

أسعار الذهب وتأثير المهلة التجارية الجديدة

أصدر الرئيس الأميركي السابق تصريحاً بتمديد المهلة الزمنية للمفاوضات التجارية مع الاتحاد الأوروبي حتى 9 يوليو، متراجعًا عن تهديداته السابقة بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الواردات الأوروبية، هذا القرار تسبب في تقلبات بأسواق الذهب، حيث يُعتبر التوتر التجاري بين القوى الاقتصادية الكبرى من أهم الأسباب المؤثرة على أسعار الذهب العالمية، علاوة على تأثير هذه التغيرات على العملات العالمية مثل الدولار الذي شهد انخفاضاً ملحوظاً خلال الفترة نفسها.

العوامل الجيوسياسية وتوجه البنوك المركزية نحو الذهب

بالإضافة إلى العوامل الاقتصادية، تلعب الأحداث الجيوسياسية دوراً كبيراً في التحكم بأسعار الذهب، حيث نفذت القوات الروسية هجمات جوية مكثفة شملت 367 صاروخًا ومسيرات على المدن الأوكرانية، مما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية، هذه التطورات دفعت المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة مثل الذهب، وأكد محللون اقتصاديون أن البنوك المركزية عالمياً تقوم تدريجياً بتقليل اعتمادها على الدولار والاتجاه بشكل متزايد نحو الاحتياطي الذهبي لتعزيز استقرار اقتصاداتها.

أسعار الذهب والملاذات الآمنة

أدّت تقلبات الأحداث السياسية الدولية وما تلاها من تصريحات اقتصادية إلى ارتفاع أسعار الذهب بنسبة تجاوزت 2% خلال أسبوع، فقد زاد الطلب على الذهب كملاذ آمن خاصة بعد إعلان الولايات المتحدة عن احتمالية فرض رسوم جمركية مرتفعة على منتجات تصنيعية أوروبية مثل الأجهزة الإلكترونية والهواتف الذكية، إلى جانب تحول الأسواق العالمية نحو الاستثمارات الأكثر استقراراً والتي تشمل الفضة والمعادن النفيسة الأخرى.

مقارنة أداء الذهب مع المعادن الأخرى

لا تؤثر التغيرات في أسعار الذهب فقط على المعاملات الاستثمارية، بل يمتد تأثيرها إلى المعادن المرتبطة بها، حيث استقر سعر الفضة عند 33.46 دولار للأوقية، بينما شهد البلاتين تراجعًا بنسبة 0.2% مسجلًا 1093 دولارًا، في حين ارتفع البلاديوم بنسبة 0.7% ليصل إلى 999.90 دولار، وتُظهر البيانات العالمية انخفاض حيازات صندوق SPDR Gold Trust الاستثماري بنسبة 0.15%، مما يعكس تحركات الأسواق المشارفة على التوتر بفعل عدم استقرار الأسعار.

في النهاية تعد أسعار الذهب انعكاساً مباشراً للتغيرات الاقتصادية والسياسية، مما يجعلها محط اهتمام للمستثمرين الذين يبحثون عن حماية أصولهم في أوقات الأزمات، وأصناف المعادن الأخرى تستمر في لعب دور مكمل بفضل قيمتها الاستثمارية العالية.