أحمد أبو هشيمة، رجل الأعمال المصري المعروف، يوضح نظريته حول تأثير الألقاب الاجتماعية على الأفراد وكيف يمكن أن تؤثر على السمعة العامة، في حديثه مع الإعلامية ياسمين عز خلال منتدى “مسابقة أبو هشيمة للمشروعات الناشئة”، أكد أبو هشيمة أنه يفضل أن يُنادى باسمه فقط دون إضافة لقب “باشا”، مشدداً على أن مفهوم الباشاوية لم يعد له مكان في المجتمع الحديث، وقال إن الإنسان يُقيّم بأفعاله ومساهماته وليس بالألقاب، مشيراً إلى أن هناك شخصيات تاريخية عظيمة مثل سعد زغلول الذي اشتهر بلقب باشا، بينما كان هناك آخرون يحملون نفس اللقب ولكنهم لم يتركوا أثراً إيجابياً في تاريخهم.

تأثير الألقاب الاجتماعية على قيمة الفرد

من وجهة نظر أحمد أبو هشيمة، فإن الألقاب الاجتماعية مثل “باشا” قد فقدت معناها وقيمتها، حيث لم تعد تضيف للشخصية قيمة حقيقية، بل أصبحت أمراً شكلياً فقط، وأوضح أن تقدير المجتمع لا يعتمد على الألقاب بل يعتمد على مدى مساهمة الشخص وأثره الإيجابي، كما ذكر أن الشخص الذي يصنع اسمه وسمعته من خلال عمله واجتهاده هو من يستحق التقدير بعيداً عن الألقاب، هذه النظرة تعكس فلسفة جديدة ترتكز على الأداء والإنجاز بدلاً من الاعتماد على المظاهر الخارجية أو الأسماء الرنانة.

دعوة لإعادة النظر في نظام الألقاب

في المقابل، يظهر رأي مغاير قدّمه الدكتور أسامة الغزالي حرب، الذي دعا في مقالة سابقة إلى إعادة العمل بنظام الألقاب المدنية في مصر مثل “باشا”، مشيراً إلى أن قرار إلغاء هذه الألقاب في أعقاب ثورة يوليو 1952 قد لا يكون مناسباً بالكامل، واعتبر أن مثل هذا النظام يُمكن أن يُستخدم كأداة لتكريم الشخصيات التي تُقدّم خدمات جليلة للمجتمع، وأضاف أن الدول الكبرى مثل بريطانيا لا تزال تستخدم نظام الألقاب لتقدير الشخصيات البارزة، مشيراً إلى الجراح المصري الشهير مجدي يعقوب الذي حصل على لقب “سير” من الملكة إليزابيث الثانية.

كيفية التطبيق العملي لنظام الألقاب

يعتبر الدكتور الغزالي أن إعادة نظام الألقاب في مصر يحتاج إلى نموذج منظّم ومدروس لضمان تحقيق الأهداف المرجوة منه، وأشار إلى أن إنشاء هيئة مختصة تكون مسؤولة عن منح هذه الألقاب وبموافقة البرلمان قد يكون حلاً عملياً، كما يرى أن هذا النظام قد يساهم في تشجيع رجال الأعمال والأثرياء على المشاركة بشكل أكبر في الشأن العام ودعم مشروعات التنمية والمجتمع، مشيراً إلى أن المجتمع المصري، بحسب رأيه، يمتلك إمكانيات غنية تفوق إمكانيات الدولة نفسها، هذه الخطوة قد تشكل حافزاً للأفراد على تحقيق إنجازات ملموسة تُسهم في تطوير الاقتصاد والثقافة والبنية الاجتماعية.

نظرة تحليلية لجدوى الألقاب في المجتمعات الحديثة

بينما يرى أبو هشيمة أن الإنسان هو من يخلق سمعته بنفسه من خلال أفعاله، يقترح الغزالي عودة منظمة لنظام الألقاب لتكريم أصحاب الإنجازات، هذه الآراء تلقي الضوء على كيفية التعامل مع مفهوم التقدير والشهرة في العصر الحديث، فالمجتمع بحاجة إلى آليات واضحة لتكريم الإبداع وتحفيز الأشخاص على بذل المزيد من الجهد لإحداث تغيير إيجابي حقيقي.