بدأت الدائرة الأولى بمحكمة جنايات الإسكندرية النظر في أولى جلسات محاكمة المتهم المعروف إعلاميًا بـ”سفاح المعمورة”؛ حيث جاءت تفاصيل القضية المروعة التي هزت الرأي العام عقب الكشف عن سلسلة اصطدمت فيها العدالة بجرائم بشعة، إذ ارتكب المتهم جرائم قتل متعددة لعدد من الضحايا، حيث انتهت رحلاتهم في جثامين مخفية داخل وحدات سكنية في الإسكندرية.

تفاصيل قضية سفاح المعمورة

تعود وقائع هذه القضية البشعة إلى العام 2025، عندما تلقت الأجهزة الأمنية في مديرية أمن الإسكندرية بلاغات تفيد باختفاء أكثر من شخص، لتكشف التحقيقات والتحريات لاحقًا عن تورط محامٍ يُدعى “ن. ا. ال” في مقتل ثلاثة أشخاص، من ضمنهم مهندس يُدعى “م. ا. م” وزوجته “م. ف. ث”، وكذلك سيدة تُدعى “ت. ع. ر”، حيث تم العثور على جثثهم مدفونة داخل وحدتين سكنيتين قام المتهم باستئجارهما وتنفيذ جرائمه فيهما، منتهجًا أساليب بشعة في إخفاء الجثامين وطمس معالم الجرائم.

اعترافات المتهم في جرائم سفاح المعمورة

بحسب ما ورد في التحقيقات، كان المتهم على دراية كافية بأوضاع ضحاياه المادية، مما دفعه لاستهدافهم وجعلهم ضحية لجشعه، فاستدرج المهندس “م. ا. م” عام 2022 بحجة تقديم مساعدة قانونية لحل نزاع قضائي، وعندما رفض الضحية التنازل عن ممتلكاته، قام المتهم بالاعتداء عليه وقتله باستخدام سكين، ثم حفر حفرة داخل وحدة سكنية ودفن جثمانه هناك. كما أرسل المتهم رسائل وهمية من هاتف الضحية لمحاولة تضليل عائلة الضحية، ضامنًا تأخر الإبلاغ عن اختفائه.

أما زوجة المهندس “م. ف. ث”، فقد قتلها المتهم بعد امتداد الشكوك حول تصرفاته، إذ استعد لقتلها عن طريق شراء صندوق خشبي وأكياس بلاستيكية، قبل أن يخنقها بيديه ويدفنها بجوار الضحية الأولى. الضحية الثالثة “ت. ع. ر.” لم تسلم كذلك من بطش الجاني، إذ كانت ضحية خلاف مالي معه حول أتعابه القانونية، حيث قرر الانتقام منها وقتلها بالطريقة ذاتها داخل شقة بالمعمورة.

كيفية ارتكاب سفاح المعمورة جرائمه

تنوعت أساليب سفاح المعمورة في قتل ضحاياه، ولكن ما جمعها كان الاستغلال المحكم والإعداد المسبق، فقد أعد صندوقًا خشبيًا ومواد بناء لإخفاء الجثث، وقام باستخدام تهديدات مباشرة لانتزاع التنازلات والممتلكات المالية من الضحايا. في كل مرة كان ينفذ الجريمة، تميز خط سيره بطمس الأدلة بغلق المكان بسلاسل معدنية وتأمينه بأقفال، ليضمن بقاء الجثث مدفونة لفترات طويلة دون اكتشاف.

محاكمة سفاح المعمورة

أثارت هذه الجرائم سخط المجتمع، ما دفع النيابة العامة للإسراع في تحريك الدعوى القضائية ضد المتهم وإحالته إلى محكمة جنايات الإسكندرية. تكشف المحاكمة عن تفاصيل دقيقة تتعلق بجرائم القتل الثلاثة، فضلًا عن طبيعة الجرائم المالية المرتبطة بها، وقد تم تهويل الحدث بسبب تكرار النمط الجنائي البشع الذي انتهجه المتهم للإيقاع بالضحايا وإخفاء الجثث، مما زاد من حجم الجدل المجتمعي المحيط بالقضية.