جمعة الغضب الثانية تهز ما تبقى من حكومة الدبيبة: الرحيل والانتخابات أو التصعيد

صحيفة المرصد الليبية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

ليبيا – الجمعة الثانية… الغضب يعصف بحكومة الدبيبة

ليبيا – الجمعة 23 مايو كانت محطة ثانية في مسارٍ اختاره آلاف الليبيين ليعلنوا صراحةً أن صوت الشارع لا يُمكن تجاهله، وأن حشود طرابلس وما جاورها ليست مجرد أرقام تمرّ في نشرات الأخبار بل هي واقع يقول كلمته الفاصلة.

???? دعواتٌ وتشككٌ وتشويش ????

سبقت هذه الجمعة دعواتٌ كبيرة للتجمع والتظاهر، قوبلت بحملات تشكيك واسعة من صفحات وقنوات مؤيدة لحكومة الدبيبة يقودها وليد اللافي، في محاولاتٍ لزرع اليأس والتشويش على موعد التظاهر، ومحاولة اقتناص لحظات هدوء مؤقتة في ميدان الشهداء لإظهار المشهد بصورة مُغايرة. فتارة قالو إن المتظاهرين لن يستطيعوا ملء ميدان الشهداء، وتارةً أخرى بأن الحراك قد فشل، لكن في زمن التكنولوجيا والبث المباشر، لا يمكن إخفاء الشمس بغربال.

???? حشود طرابلس… من غربها إلى شرقها ????️

من العجيلات مرورًا بالزاوية وورشفانة غربًا، وتاجوراء وسوق الجمعة شرقًا، خرج آلاف المواطنين إلى شوارع وأزقة طرابلس في مشهدٍ وصفه أحد المشاركين بالـ”ملحمة”. رجالٌ ونساءٌ من كل الأعمار، لافتاتٌ تعبر بصدق وعفوية عن ألم الشعب وغضبه، وجملة واحدة يرددها الجميع: “ارحلوا”. رحيل الدبيبة وحكومته، بل وكل الأجسام السياسية التي يقول الشارع إنها تجاوزت مرحلة الشرعية.

???? مطالب واضحة… وأصوات لا تتراجع ????️

أمام تردّي الأوضاع الاقتصادية والسياسية وانسداد أفق الحل، أصرّ المتظاهرون على مطلب رئيسي: انتخابات عاجلة رئاسية وبرلمانية، وتشكيل حكومة مؤقتة جديدة تُشرف عليها. لم يتوقف الغضب في ميدان الشهداء، بل وصل إلى مقر البعثة الأممية، حيث تظاهر العشرات للجمعة الثانية تواليًا، مُحذرين البعثة من مواصلة دعم حكومة الدبيبة وتجاهل صوت الشارع.

???? شعارات غاضبة.. وأخرى ساخرة ✍️

الشعارات رفعتها الجماهير بعفوية ممزوجة بالسخرية المُرة من أوضاع البلاد. أحدهم اقترح ترشيح نفسه رئيسًا لحل أزمة الحكم، وآخر تهكم على الدبيبة قائلًا: “الشعب يأكل بالبلاش”. لافتاتٌ أكدت أن “مفاتيح الدولة في يد الشعب وليست بيد عائلة أو حاشية”، بينما لافتة أخرى وصفت حكومة الدبيبة بأنها “تبتز خصومها بمقاطع الفيديو”.

???? ماذا فعل الدبيبة؟ ردٌ ضعيف وحشودٌ باهتة ????️

من طرابلس إلى مسقط رأس الدبيبة في مصراتة، حاول أنصاره الرد بحشدٍ بدا هزيلًا مقارنةً بالآلاف في العاصمة. شعارات ضد جهاز الردع، وأخرى ضد البرلمان وخالد المشري والقوات المسلحة في الشرق. مشهدٌ كان من الممكن أن يمر بسلام لولا أن قوات “الدبيبة” وعلى رأسها القوات “المشتركة”، تدخلت لتفريق مظاهرة معارضة في مصراتة بعد فشل وزارة الشباب في تحشيد مناصري الحكومة.

???? المنفي… فخرٌ صامت وتجاهلٌ للمطالب ????️

رد الفعل الوحيد من السلطات غربًا جاء عبر رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، الذي اكتفى بتغريدة يُعبر فيها عن “فخره بالمشهد الوطني الحضاري”، داعيًا المواطنين لمواصلة التعبير السلمي دون إشارة إلى أية خطوات عملية أو قرارات لتحقيق المطالب الشعبية.

???? تحذيرٌ من القادم ????

مشهد الجمعة لم يكن سوى رسالة تحذيرٍ شديدة اللهجة. الشارع الليبي قال كلمته بوضوح، والتجاهل لن يكون خيارًا آمنًا هذه المرة. ما بين الغضب المكتوم والآمال المُعلقة على التغيير، قد تجد البلاد نفسها أمام تصعيدٍ خطيرٍ، إذا ما استمرت النخبة السياسية في تجاهل صوت الشارع الذي بات يصرخ بملء حنجرته، مُعلنًا أنه لن يتراجع هذه المرة.

إذًا الحراك الشعبي المستمر للأسبوع الثاني يبعث برسالة واضحة إلى من يهمه الأمر: لم يعد للصمت مكان. الشارع الليبي، إذا لم يُستمع إليه اليوم، قد لا يبقى سلميًا غدًا. وإن لم تفتح الأبواب للتغيير عبر صناديق الاقتراع، ربما يفتحها الليبيون بطرق أخرى لا تُحمد عواقبها.

فهل من معتبر قبل فوات الأوان؟

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق