أسعار الذهب تحقق مكاسب ملحوظة هذا الأسبوع، حيث سجلت أكبر ارتفاع أسبوعي خلال الشهر الماضي، وذلك بسبب تزايد قلق المستثمرين حيال العجز المالي في الولايات المتحدة؛ الذهب، الذي يُعرف بأنه ملاذ آمن أثناء الضغوط المالية والاقتصادية، عاد إلى تسليط الضوء بقوة متجاوزاً حاجز 3300 دولار للأونصة، مما يشير إلى ارتفاع يبلغ نحو 3% خلال هذا الأسبوع.

تأثير التصنيف المالي وعجز الولايات المتحدة على أسعار الذهب

جاءت الزيادة في أسعار الذهب بعد الإعلان عن خفض وكالة موديز للتصنيف الائتماني السيادي الأعلى للولايات المتحدة، ما دفع الأسواق إلى حالة من القلق إزاء استقرار الوضع المالي للدولة؛ هذا الإجراء ترافق مع تمرير مشروع قانون ضريبي في مجلس النواب الأمريكي الذي يحمل توقعات لزيادة العجز الحالي بالفعل، الأمر الذي جعل الذهب خياراً جذاباً للمستثمرين خلال هذه الفترة العصيبة.
زيادة المخاوف المالية والسياسية ساهمت بدورها في تعزيز جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن، فالذهب يعد خياراً مفضلاً في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، خصوصاً في ظل تصاعد العجز وزيادة الضغوط السياسية.

العوامل الجيوسياسية والتجارية وأثرها على سعر الذهب

شهد العام الجاري ارتفاع أسعار الذهب بأكثر من 25%، وباتت الأسعار قريبة من أعلى معدلاتها التاريخية، التي تم تسجيلها مؤخراً، بفارق لا يتجاوز 200 دولار فقط؛ يعود هذا الارتفاع الكبير إلى تداعيات الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة، حيث زاد الطلب على الملاذات الآمنة كالذهب نتيجة لتفاقم المخاوف الاقتصادية.
فضلاً عن ذلك، شهدت البنوك المركزية العالمية إقبالاً على شراء الذهب لتعزيز احتياطاتها النقدية وتنويعها، كما ساهمت التوترات الجيوسياسية المستمرة والمخاوف حول استدامة الوضع المالي الأميركي في دفع أسعار الذهب إلى الصعود.

دور سندات الخزانة الأميركية في دعم أسعار الذهب

مع ارتفاع حجم سندات الخزانة الأمريكية المتداولة إلى نحو 30 تريليون دولار، وما يمثله ذلك من زيادة في نسبة الدين العام مقارنة بحجم الاقتصاد، لوحظ دعم إضافي لأسعار الذهب؛ المؤشرات تشير إلى أن هذه العوامل تبني أرضية صلبة للحفاظ على الطلب الحالي على المعدن الأصفر، على الرغم من ضعف العلاقة التاريخية التي كانت تربط بين الذهب وعوائد السندات.
العوائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات تجاوزت هذا الأسبوع حاجز 4.5%، وهي مستويات كانت سابقاً تضغط على أسعار الذهب بالنظر إلى أن المعدن النفيس لا يولد فائدة مالية، هذا التغيير يوضح تحولاً ملحوظاً في كيفية تفاعل الأسواق مع الذهب كملاذ مستقر.

أداء الذهب والمعادن النفيسة الأخرى هذا الأسبوع

تم تداول الذهب اليوم عند مستوى 3,304.81 دولار للأونصة، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 0.3% في سوق سنغافورة، في حين حققت معادن مثل الفضة والبلاديوم والبلاتين مكاسب ملحوظة؛ الجدير بالذكر أن البلاتين صعد بنحو 10% إلى أعلى مستوى يسجله خلال العام الأخير، مما يعكس نشاطاً إيجابياً في سوق المعادن النفيسة عموماً.
في الوقت نفسه، سجل مؤشر بلومبرغ لقوة الدولار استقراراً نسبياً، ولكنه يتجه إلى تسجيل انخفاض أسبوعي، مما يدعم الطلب على الذهب كتحوط ضد تراجع الدولار؛ هذا الأداء الإيجابي يعزز أهمية الذهب كعنصر ثابت أمام تقلُّبات السوق العالمية.