أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات عن حزمة من الإجراءات لدعم مربي الماشية بالمغرب في ظل تحديات الجفاف واستعادة توازن القطيع الوطني، وقد استحسن مربو الماشية هذه التدابير، مؤكدين أهمية تفعيلها لتشمل الفئات الصغيرة التي تعاني أكثر من غيرها، ومن أبرز الإجراءات إعادة جدولة الديون وتقديم دعم مباشر للمربين، بهدف تطوير الثروة الحيوانية وتحقيق اكتفاء ذاتي تدريجيًا.

برنامج دعم مربي الماشية بالمغرب

الإجراءات المعلنة من قبل وزارة الفلاحة جاءت في إطار برنامج من خمسة محاور أساسه دعم مربي الماشية للتغلب على الصعوبات، تشمل أولى المبادرات إعادة جدولة ديون الكسابة مع تخفيض نسبة الديون؛ حيث تصل إلى 50% من القروض التي لا تتجاوز قيمتها 10 ملايين سنتيم و25% للقروض التي تتراوح بين 10 و20 مليون سنتيم، كما تم إطلاق دعم أعلاف الشعير بسعر درهم واحد للكيلو وأعلاف المركبات بسعر درهمين ونصف للكيلو.

الكلمة المفتاحية: دعم مربي الماشية

إضافة إلى الدعم المالي، تضمن البرنامج تقديم 400 درهم لكل رأس من إناث الأغنام أو الماعز المرقمة التي لم يتم ذبحها، وما يسعى البرنامج لتحقيقه هو بلوغ 8 ملايين رأس من الإناث بحلول مايو 2026، وهو هدف يستند على منع ذبح الإناث في المرحلة الحالية، ويُؤمل من ذلك أن يوفر للقطاع الحيواني استقرارًا يمكن المربين من تغطية الاحتياجات الوطنية من الأغنام.

أهمية إعادة جدولة الديون

أكد مربو الماشية أن إجراء إعادة جدولة الديون يمثل خطوة جوهرية لتخفيف الأعباء المالية، حيث إن الجفاف وطبيعة الاقتصاد الفلاحي بالمغرب تسببت للكثير من المربين في تراكم الديون، ويتوقع أن تمنح جدولة هذه الديون فرصة أكبر للكسابة للتركيز على تطوير القطيع والعودة للإنتاج بكفاءة، ويظل الدعم المالي والغذائي محورًا أساسيًا في هذا الإطار.

آراء المربين حول دعم مربي الماشية

رأي المربين حول برنامج دعم مربي الماشية جاء متباينًا، فقد أشار بعضهم إلى أن الإجراءات المعلنة تشير إلى بداية في الاتجاه الصحيح، لكنها تحتاج إلى تعزيز حقيقي ليشمل مربي الماشية الصغار الذين يشكلون الأغلبية ويعانون من شح الموارد، بينما طالب آخرون بتمديد قرار منع ذبح إناث الأغنام لمدة إضافية لضمان تحقيق الهدف الطموح بحلول 2026، مما سيُفضي إلى تحقيق اكتفاء ذاتي دائم.

دور دعم مربي الماشية في تحقيق الاكتفاء الذاتي

الرهان الكبير على برنامج دعم مربي الماشية هو أن يعزز المخزون الوطني من الأغنام والماعز تدريجيًا سعياً للاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتي في عام 2027، وقد أفادت توقعات المربين أنه في حال تحسن المراعي وانخفاض كلفة الأعلاف، يمكن فعلاً الوصول إلى هذا الهدف، لاسيما مع الاستفادة من الدعم المالي المباشر، ما سينعكس على تطوير القطاع ورفع كفاءته الإنتاجية.