شهدت أسعار النفط انخفاضًا ملحوظًا في الأسواق العالمية مع بداية تداولات اليوم، حيث تأثرت بالعديد من العوامل الاقتصادية والقرارات الدولية المرتقبة وتغيرات العملة الأمريكية، وتماشياً مع تطورات السوق الأخيرة، باتت أسعار النفط من الموضوعات الأكثر جذباً للاهتمام نظراً لتأثيراتها المباشرة على الاقتصاد العالمي وميزانيات الدول المصدرة والمستوردة، وتعتبر أسعار النفط عاملاً حيوياً في توجيه السياسة النقدية والتجارة الدولية.

أسباب انخفاض أسعار النفط وتأثير قوة الدولار

انخفاض أسعار النفط اليوم جاء بالتزامن مع استمرار قوة الدولار الأمريكي، حيث يؤدي ارتفاع الدولار إلى جعل السلع المقومة به مثل النفط أكثر تكلفة بالنسبة للمستثمرين من خارج الولايات المتحدة، الأمر الذي يضعف الطلب، وتراجعت العقود الآجلة لخام “برنت” بمقدار 37 سنتًا لتستقر عند 64.07 دولار، كما انخفض خام “غرب تكساس الوسيط” الأمريكي بمقدار 39 سنتًا ليصل إلى 60.81 دولار، وقد شهد الأسبوع الحالي انخفاضات نسبية بنسبة 2٪ و2.7٪ على التوالي لكلا الخامين.

تأثير قرارات أوبك+ على أسعار النفط

من العوامل المحورية التي أثرت على أسعار النفط، إعلان منظمة أوبك+ عن خطط محتملة لزيادة الإنتاج خلال الاجتماع المرتقب في يونيو المقبل، وتوقعات السوق بشأن زيادة الإمدادات للنفط الخام أسهمت في تعزيز التوجه نحو البيع في الأسواق، مما تسبب في الضغط على الأسعار، بالإضافة إلى ذلك، شهدت الولايات المتحدة زيادةً كبيرة في مخزونات النفط، مع ارتفاع الطلب على تخزين الخام إلى مستويات قريبة من تلك التي شهدتها الأسواق خلال جائحة كوفيد-19.

بيانات منصات النفط وتأثيرها على الإمدادات

تعد بيانات منصات النفط والغاز التي تعلنها شركة “بيكر هيوز” الأمريكية من الأدوات الرئيسية التي تعتمد عليها الأسواق لتوقع حجم الإمدادات النفطية المستقبلية، مع ازدياد عدد المنصات النشطة، تتزايد توقعات الإنتاج، ما يؤدي بدوره إلى ضغط إضافي على الأسعار، وقد جاء هذا بالتزامن مع إقرار سياسات نقدية أمريكية جديدة تدعم الدولار، مما يُضاعف تأثير التحديات أمام أسعار النفط في الوقت الراهن.

جدول يوضح آخر تحديث لانخفاض أسعار النفط

دور العوامل الجيوسياسية في أسعار النفط

تتأثر أسعار النفط الجارية كذلك بالعوامل الجيوسياسية التي تمر بها الدول المصدرة، مثل العراق ودول الخليج، حيث يمكن أن تؤثر التحديات السياسية والاقتصادية على مستويات الإنتاج والتصدير، كما تلعب العوامل المناخية والكوارث الطبيعية دوراً إضافياً في تعطيل الإمدادات ورفع التكلفة التشغيلية للشركات العاملة في القطاع.

الآفاق المستقبلية لأسعار النفط

مع التحضيرات لعقد اجتماع أوبك+ في شهر يونيو لبحث استراتيجيات الإنتاج المستقبلية، يبقى مراقبو الأسواق في حالة حذر، إذ قد يكون هناك قرارات حاسمة تحدد التوجه العام للأسعار خلال الأشهر القادمة، إضافةً إلى ذلك، فإن استمرار تدفق الأخبار الإيجابية بشأن الاقتصاد العالمي أو الحد من زيادة المخزونات قد يغير من توقعات أسعار النفط المعتدلة التي لوحظت مؤخراً.