دماء غزة تهدر دماء الاسرائيليين في الخارج و"تصدم" نتنياهو!

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
دماء غزة تهدر دماء الاسرائيليين في الخارج و"تصدم" نتنياهو!, اليوم الجمعة 23 مايو 2025 03:05 صباحاً

ليست المرة الاولى التي نسمع فيها عن حوادث اطلاق نار في الولايات المتحدة الاميركية، كما انها ليست المرة الاولى ايضاً التي يتردد فيها ان السبب هو الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي، ولكنها من اللحظات النادرة جداً التي نسمع فيها ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو "مصدوم" جراء مثل هذه الحوادث.

لا شك ان نتنياهو يحاول اقناع العالم انه من الجنس البشري وليس خليقة الذكاء الاصطناعي او مجرد رجل آلي، فالصدمة تفترض ان تكون مرتبطة بالمشاعر والعاطفة، وهي ميزة غير موجودة لدى الروبوتات ولا لدى من يعتمدون فقط على الآلات والبرمجيات. لا مجال لتشجيع العنف والقتل من اي جهة اتى، خصوصاً اذا كان المستهدفون اناس عزّل، وهذا ينطبق على الشخصين اللذين سقطا برصاص الاياس رودريغيز في واشنطن، وهما من موظفي السفارة الاسرائيليّة في الولايات المتحدة الاميركية. ولكن، لا يمكن التمييز بين الناس، وحان الوقت للخروج من كذبة "اللاسامية" التي فرضها المسؤولون الاسرائيليون ليحوّلوا انفسهم الى آلهة، ولن نكرر الدراسات والنقاشات التي عرضها واستفاض في شرحها العديد من المثقفين في العلم والتاريخ والدين، التي اكدت بما لا يقبل الشك انه لا يمكن حصر السامية باليهود.

قد تكون صدمة نتنياهو نابعة من انه السبب الرئيسي في حصول مثل هذه الحوادث، فهو لم يُصدم حين قتل، ولا يزال، الآلاف من الفلسطينيين من نساء واطفال وكبار في السن (وصل عددهم الى حوالى 53 الف شخص)، اضافة الى آلاف ايضاً من المدنيين اللبنانيين... دماء هؤلاء لا تصدم، ولا تستحق ان يتم ذكرها، على عكس دماء "الساميين".

وقد تكون الصدمة سببها ان من اطلق النار في واشنطن، ليس فلسطينياً ولا يملك سجلاً ارهابياً او اجرامياً، ما يعني ان نتنياهو يملك القدرة من خلال اجرامه، على تحويل اناس مدنيين عاديين الى مجرمين لانهم بالفعل صُدموا من شناعة مشاهد المجازر التي ارتكبها سفاح الالفية الجديدة، تحت انظار وصمت العالم، فخرجوا عن نمط حياتهم وانقلبوا على مفاهيمهم ووصلوا الى ما وصلوا اليه.

بالطبع، ليس هناك ما يبرر الجريمة، وليس كل ما يقوم به هؤلاء المتحوّلون العاديون هو جريمة، فحتى الجنود لم يستطيعوا تحمّل المجازر التي ارتكبت، على غرار الجندي الاميركي الطيار آرون بوشنيل الذي احرق نفسه امام السفارة الاسرائيلية في واشنطن في شباط 2024، احتجاجاً على الحرب على غزة، وللصدفة ايضاً كان بوشنيل "لاسامي" وفق وجهة نظر نتنياهو ورفاقه من المجرمين.

تأخر نتنياهو في ان يشعر بالصدمة، ولكنه لن يتعافى منها، فهو شخصياً من قام بهدر دماء الاسرائيليين في العالم، وسيجد الكثير من امثال رودريغيز وبوشنيل، حتى من مؤيدي السلام، لان فظاعة القتل الاسرائيلي فاقت التوقعات والقدرة على التحمل، فماذا ينتظر نتنياهو ان تكون ردة الفعل على القتل والتدمير والتهجير؟ حتى داخل اسرائيل، تتصاعد اصوات مسؤولين واناس وجدوا ان التلذذ بالقتل لم يعد له من مبرر.

تحولات غريبة نجح نتنياهو في اجرائها، من دون ان يدري، واصبح هناك قنابل موقوتة في العالم اجمع، هي بمثابة كابوس على اجهزة الامن لانها بعيدة عن الشبهات وليس من السهل التنبؤ بتحركاتها، فأي ارث سيتركه أدولف هتلر الجديد؟ وللعلم فقط، ستكون صدمة نتنياهو كبيرة ايضاً لما سيذكره عنه التاريخ، ولو انه اليوم يتمتع بنشوة الدعم اللامحدود من اميركا، واعتراض عدد من الدول الاوروبية (وهو لزوم ما لا يلزم لانه يفتقر الى التدابير العملية).

دلالات اطلاق النار وقتل الموظفين الاسرائيليين في واشنطن، كبيرة ويجب اخذ العبر منها ومتابعتها قبل ان تنمو وتغذيها ماكينة الاجرام الاسرائيلية في غزة وغيرها، فهل من يعتبر؟.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق