ارتفعت أسعار الذهب عالميًا خلال تعاملات هذا الأسبوع لأعلى مستوى في أسبوعين، حيث وصل سعر الأونصة إلى 3345 دولارًا مدفوعًا بالعديد من العوامل الاقتصادية والمالية، يأتي هذا الارتفاع في ظل توجه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة نتيجة القلق بشأن ارتفاع الدين الحكومي الأمريكي وضعف الإقبال على سندات الخزانة الأمريكية، مما يعزز مكانة الذهب كأصل استثماري جذاب خلال هذه الفترة المتقلبة.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب عالميًا

تشهد الأسواق العالمية تزايد الطلب على الذهب نتيجة القلق من مشكلات الاقتصاد الأمريكي، حيث تُشير التوقعات إلى المزيد من الضغوط المالية بفعل التخفيضات الضريبية وزيادة الإنفاق الحكومي المقترح، وهذه التحركات تعني ارتفاع عبء الدين الحكومي، الأمر الذي ساهم بتأثير مباشر على ضعف الدولار الأمريكي، كما أن ضعف الإقبال على سندات الخزانة الأمريكية ذات أجل 20 عامًا أدى إلى إضفاء حالة من عدم الاستقرار، مما دفع المستثمرين إلى الاتجاه نحو الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا.

تراجعت أيضًا التدفقات النقدية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب للأسبوع الثاني على التوالي، حيث أعلنت التقارير تسجيل أكبر خروج للتدفقات النقدية منذ سبتمبر 2022، من جهة أخرى، كانت هناك العديد من الأحداث الجيوسياسية مثل التخطيط لزيادة التوترات بين الكيان الصهيوني وإيران، التي زادت من الطلب على المعدن النفيس مثل الذهب ليحتفظ بمكانته العالية.

تحليل أسعار الذهب عالميًا

بحسب المؤشرات الاقتصادية، افتتحت أسعار الذهب تداولاتها العالمية عند مستوى 3319 دولارًا للأونصة ووصلت إلى 3345 دولارًا قبل أن تستقر مؤخرًا عند 3312 دولارًا، ويأتي هذا الارتفاع مدعومًا بانخفاض الدولار إلى أدنى مستوياته منذ أسبوعين، حيث واجهت العملة الأمريكية تحديات استثنائية بسبب ضعف الثقة في الاقتصاد العام والسياسات المالية، ويرى الخبراء أن الذهب بدأ يستعيد اتجاهه الصاعد منذ أن اختبر الحد الأدنى عند 3200 دولار للأونصة، كما من المتوقع أن يصل الذهب إلى مستويات قريبة من أعلى سعر تاريخي له عند 3500 دولار للأونصة خلال الفترة المقبلة.

مؤشرات ضعف صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب

دوافع المستثمرين نحو الملاذ الآمن للذهب

شهدت الأسواق المالية العالمية زيادة كبيرة في اقتناء الذهب بسبب الاضطرابات التي تشهدها السياسات التجارية العالمية، والتوترات الجيوسياسية خاصة مع مخاوف انهيار المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، وتوجه المستثمرين نحو شراء الذهب مجددًا لتعويض خسائر القطاعات الأخرى؛ يعزز الذهب حاليًا مكانته باعتباره وسيلة للتغلب على التقلبات والضغوط القادمة من أسواق العملات والأسهم والبورصة.