طمأن رئيس الشبكة القومية للزلازل المواطنين بخصوص زلزال كريت الذي تم تسجيل توابعه بقوة أقل من 3.5 درجة على مقياس ريختر، مما جعله غير محسوسًا بالنسبة للجمهور، وتعتبر الشبكة القومية للزلازل مرجعًا رئيسيًا لرصد النشاط الزلزالي في مصر وتقديم التوصيات الضرورية للحفاظ على سلامة المواطنين، ولقد تم تسجيل تفاصيل دقيقة تخص زلزال كريت الأخير من قبل المحطات التابعة للمعهد.

تفاصيل زلزال كريت وفقًا لبيانات الشبكة القومية للزلازل

في يوم الخميس الموافق 22 مايو 2025، سجلت أجهزة الشبكة القومية للزلازل التابعة للمعهد القومي للبحوث الفلكية هزة أرضية في منطقة جزيرة كريت، الهزة وقعت على بعد 499 كيلومتر شمال مدينة مرسى مطروح، وكان قوتها 6.24 درجة على مقياس ريختر، مع تحديد العمق عند 68.91 كم، وقد حدثت في تمام الساعة 06:19:38 صباحًا بالتوقيت المحلي، على الرغم من عدم تسجيل خسائر في الأرواح أو الممتلكات، إلا أن المعهد تلقى بلاغات محدودة تفيد بشعور بعض السكان بالهزة.

أهمية الشبكة القومية للزلازل في مصر

تُعد الشبكة القومية للزلازل إحدى الشبكات المتطورة عالميًا، وقد ساهمت مصر في هذا الجانب منذ أكثر من 150 عامًا حيث تُعتبر من أوائل الدول التي أرست الأسس العلمية لرصد الزلازل في المنطقة، تتميز الشبكة باستخدامها لأحدث التقنيات والأجهزة الحساسة التي تمكّن من رصد الهزات الأرضية مهما كانت قوتها بشكل دقيق، يمنحها التاريخ الزلزالي لمصر الذي يمتد لأكثر من خمسة آلاف سنة، مكانة مرموقة في التعامل مع الظواهر الطبيعية وإجراء الدراسات المرتبطة بتخفيف تأثيراتها.

الوضع الجيولوجي لمصر بين المناطق الزلزالية

تصنف مصر بأنها تقع خارج نطاق الأحزمة الزلزالية العالمية، وهذه الأحزمة تُعد عبارة عن سبع مناطق نشطة زلزاليًا تتركز في مناطق مثل المحيط الهادئ وجبال الأنديز، إلا أن موقع مصر الجغرافي القريب من مناطق مثل خليج العقبة وخليج السويس والبحر الأحمر قد يجعلها تشهد نشاطًا زلزاليًا محدودًا أو متوسط القوة، مع التقدم العلمي وزيادة وعي المجتمع المصري، أصبح من الممكن تقليل الخسائر الناتجة عن أي هزات أرضية عبر التوجيه الوقائي وتطبيق استراتيجيات مرنة لتلقي الصدمات الطارئة.

دور مصر الرائد في رصد الزلازل

رصد الزلازل بمصر بدأ فعليًا مع القرن العشرين لكنه يستند إلى تاريخ أعمق يمتد للحضارة المصرية القديمة، القدرة على تحليل النشاط الزلزالي وفهمه قد جعلت من مصر رائدة في مجال التعامل مع الظواهر الطبيعية، ولا تزال الجهود مستمرة لتطوير الشبكة القومية للزلازل بما يواكب المتغيرات العلمية والتكنولوجية، مما يعزز وضع مصر كحلقة وصل بين الأبحاث الزلزالية والتطبيقات الميدانية.