أصبح استخدام الهواتف الذكية في جميع تفاصيل حياتنا اليومية من الأمور الشائعة جدًا، حتى أنها وصلت إلى أماكن لم تُخصص لاستخدام الأجهزة الذكية مثل الحمامات، ومع تزايد هذه العادة، يُحذر الأطباء من خطرها الكبير على الصحة، وبالأخص زيادة احتمالية الإصابة بـ البواسير، لقد أكدت الدراسات العلمية ارتباط هذه العادة بآثار صحية خطيرة لا يُستهان بها، فما هي أبرز تلك الآثار وما آراء الباحثين حولها؟

أسباب ارتباط الهواتف بزيادة خطر الإصابة بـ البواسير

تناولت دراسة حديثة قُدمت في مؤتمر “أسبوع أمراض الجهاز الهضمي” في سان دييغو قضية استخدام الهواتف الذكية أثناء التواجد في الحمام وأظهرت نتائجها دلالات قلق من انتشار هذه العادة بين الأفراد، شملت الدراسة 125 شخصًا خضعوا لفحوص القولون بالمنظار، حيث تبين أن 66% منهم يستخدمون الهواتف الذكية بانتظام أثناء وجودهم في المرحاض، وثلث المشاركين أقروا بأن الهواتف جعلت مدة جلوسهم في الحمام أطول مما ينبغي.

وأظهرت الدراسة أن استخدام الهواتف في الحمام يرتبط بممارسات تتسبب في زيادة الضغط على الأوردة في منطقة المستقيم نتيجة الجلوس لفترات زمنية طويلة، ما يؤدي لاحقًا إلى حدوث تورم في تلك الأوردة، وهي الآلية الرئيسية لظهور أعراض البواسير بشكل كبير عند المستخدمين المنتظمين للهواتف أثناء قضاء الحاجة.

كيف تساهم العادات الصحية في الحد من الإصابة بأعراض البواسير

وفقا للأطباء، يلعب تقليل الوقت الذي يقضيه الشخص في المرحاض دورًا رئيسيًا في تقليل فرصة الإصابة بـ البواسير بشكل كبير، كما قدمت الدراسة عدة توصيات للمساعدة في تحسين العادات الصحية داخل الحمام، وهي كالتالي:

• تقليل مدة الجلوس في المرحاض إلى فترة تتراوح بين 3 و5 دقائق فقط.
• ترك الهاتف الذكي خارج الحمام بشكل نهائي لتجنب إطالة الجلوس دون داعٍ.
• الالتزام بممارسة الأنشطة البدنية بشكل منتظم لتحسين تدفق الدورة الدموية وتقليل ركود الدم في منطقة الحوض.

إحصائيات حول مرض البواسير في الولايات المتحدة

تشير البيانات المتوافرة إلى أن البواسير تتسبب في حوالي أربعة ملايين زيارة طبية داخل الولايات المتحدة سنويًا، رغم العدد الكبير من الزيارات إلا أن الأبحاث حول هذا المرض لا تزال محدودة للغاية، ويعود آخر فحص وطني شامل بالبواسير إلى عام 1989، مما يعني الحاجة الملحة لإجراء المزيد من الدراسات المطورة حول هذا المرض للوصول إلى فهم أعمق لتجنب مضاعفاته الصحية.

ممارسات شائعة مرتبطة باستخدام الهواتف وتأثيرها على الصحة

أوضحت الدراسة أن معظم من يستخدمون الهواتف أثناء الجلوس في المرحاض يفعلون ذلك للأسباب التالية:

• قراءة الأخبار (54.3%).
• التصفح على وسائل التواصل الاجتماعي (44.4%).
• كتابة الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني (30.5%).

جدول يوضح أبرز المؤشرات الناتجة عن استخدام الهواتف في الحمام

لتجنب الوقوع في خطر الإصابة بـ البواسير بأنواعها المختلفة، يجب علينا التفكير مليًا بعاداتنا اليومية والامتناع عن استخدام الهواتف في الأماكن غير المخصصة لها.