شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا عالميًا بنهاية تعاملات الثلاثاء، بدعم من تراجع قيمة الدولار الأمريكي، حيث يواصل المستثمرون التحوط في ظل حالة عدم اليقين الناتجة عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة ودول أخرى، بالإضافة إلى تطورات المباحثات حول وقف إطلاق النار في أوكرانيا، مما ساهم في دعم الطلب على المعدن الأصفر كملاذ آمن للاستثمار.

أسعار الذهب وتأثير ضعف الدولار عليها

ارتفعت العقود الآجلة للذهب لتسليم شهر يونيو بنسبة 1.58%، وهو ما يعادل زيادة قدرها 51.1 دولار، ليصل سعر الأوقية إلى حوالي 3284.60 دولار، هذا الارتفاع جاء بالتزامن مع تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.31% ليصل إلى 100 نقطة، ويعد هذا المؤشر أحد المؤشرات الرئيسية التي تقيس قوة العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية، ويربط المستثمرون هذا الضعف المستمر بحالة التوترات التجارية والجيوسياسية التي تؤثر على الاقتصاد العالمي.

التغيرات الجيوسياسية وتأثيرها على أسعار الذهب

ذكرت التقارير الاقتصادية أن حالة عدم اليقين الجيوسياسي لا تزال مهيمنة على السوق العالمي، خاصة مع تطورات الصراع الدائر في شرق أوروبا، حيث تراقب الأسواق العالمية عن كثب المباحثات الثلاثية بين روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة، وتهدف هذه المفاوضات إلى التوصل لهدنة مؤقتة تسمح بإجراء محادثات سلمية، كما قدم خفض وكالة “موديز” للتصنيف الائتماني للولايات المتحدة دفعة إضافية للذهب كونه أحد الأصول الاستثمارية التي تُعتبر أكثر أمانًا في أوقات الأزمات والاضطرابات.

أسباب الإقبال على الذهب كملاذ آمن

عدة عوامل دفعت المستثمرين للجوء إلى الذهب خلال الفترة الراهنة، وعلى رأسها ضعف الدولار بفعل عدة أسباب منها التأثيرات الاقتصادية الناتجة عن سياسات التجارة العالمية، إلى جانب الضبابية حول نتائج المباحثات الدولية بشأن الأزمة الأوكرانية، من الجدير بالذكر أن المعدن الأصفر يتميز بحفاظه على قيمته في مواجهة التضخم والتغيرات الاقتصادية، مما يزيد من الإقبال على تداوله كأداة تحوط رئيسية، خاصة عندما تقع العملات الرئيسية الأخرى تحت ضغط مستمر.

مراقبة المستثمرين للتطورات الاقتصادية

يعتمد اتجاه أسعار الذهب العالمية بشكل كبير على المتغيرات الاقتصادية والسياسية، وقد أوضح “ديفيد ميجر”، وهو مدير وحدة تجارة المعادن في “هاي ريدج فيوتشرز”، أن الظروف العالمية الحالية تدفع المستثمرين نحو الاحتفاظ بالذهب كأصل استثماري بديل، خاصة مع استمرار ضعف الدولار نتيجة عوامل عدة، منها التصنيف الائتماني الجديد للولايات المتحدة وارتفاع مخاطر السوق المالي، وتشير المتابعات إلى أن الأسواق تنتظر أزمة تسوية للمحادثات الأوكرانية وتوقعات التعافي الاقتصادي في المنطقة الأوروبية.

تطور أسعار الذهب والمؤشرات العالمية

لا يُخفى على أحد العلاقة العكسية بين قيمة الدولار وأسعار الذهب، حيث ينعكس ضعف الدولار بشكل إيجابي على أسعار الذهب نتيجة انخفاض تكلفة المعدن للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أخرى، بتزايد الاتجاه نحو الذهب كملاذ آمن بفعل عوامل اقتصادية وسياسية متعددة يمكن لهذه العلاقة أن تستمر بظل الظروف الحالية.