منتدى «أفريقيا تنمو خضراء للتمويل المناخي» يُعد فرصة بارزة لاستعراض الحلول التمويلية المبتكرة وتشجيع تنفيذ المشاريع المعنية بمواجهة التغير المناخي في مصر وأفريقيا، حيث يشهد هذا المنتدى تفاعلًا فعالًا بين صانعي السياسات والمؤسسات الاقتصادية وأصحاب المصلحة، وتعكس القارة السمراء إمكانات هائلة للنمو من خلال مواردها الطبيعية وسوقها الواعدة، بالإضافة إلى قدراتها لتبني التحول الأخضر المدعوم بالتمويل المناخي.

أهمية التمويل المناخي لأفريقيا

تشكل تحديات التغيرات المناخية عبئًا كبيرًا على الاقتصاد الأفريقي، حيث تتكبد القارة خسائر تقدر بحوالي 5% من الناتج المحلي، بينما لا تحصل سوى على 3% من التمويل المناخي على المستوى العالمي، وتقف إفريقيا اليوم مثقلة بحمل سكان يُشكلون 18% من سكان العالم، في حين أن انبعاثاتها الكربونية تمثل فقط 4% من الانبعاثات العالمية، وهذا يبرز ضرورة تعزيز جهود التمويل المناخي لتحقيق التنمية الاقتصادية الخضراء والمستدامة.

الفرص الاستثمارية للتحول الأخضر

تتمتع أفريقيا بفرص استثمارية تقدر بثلاثة تريليونات دولار بحلول عام 2030 وفقًا لتقديرات البنك الأفريقي للتنمية، ومن أهم تلك الفرص مشاريع الطاقة المتجددة، حيث تستحوذ القارة على 40% من الطاقة الشمسية عالميًا، كما أن اهتمام الدول الأفريقية بالاستثمارات الخضراء يعزز من تقوية البنية التحتية المستدامة، مع التركيز على توجيه الميزانيات للاستثمارات الصديقة للبيئة، مما يفتح أبوابًا واسعة للقطاع الخاص ليلعب دورًا أكبر في تحقيق التحول الأخضر.

دور الحكومة المصرية في تعزيز الاستثمارات الخضراء

أعلنت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية عن إجراءات مكثفة لتعزيز التحول الأخضر، إذ تسعى الوزارة إلى تضمين البُعد البيئي في خطط التنمية الوطنية من خلال تنفيذ «دليل معايير الاستدامة البيئية»، وتشمل الأهداف رفع نسبة الاستثمارات الخضراء المدرجة بالمشروعات الحكومية إلى 55% بحلول العام المالي 2025/2026، إضافة إلى توسيع نطاق المبادرات لدعم التحول الأخضر مثل الطاقة المتجددة والبنية التحتية المستدامة.

منصة «نُوفـي» نموذج للتمويل الأخضر

تمثل منصة «نُوفـي» الإقليمية أداة قوية لتحقيق التمويل الأخضر في إطار العمل المناخي، حيث استطاعت الجهود الحكومية بالتعاون مع شركاء التنمية حشد تمويلات ميسرة للقطاع الخاص بقيمة 3.9 مليار دولار خلال عامين لتمويل مشاريع الطاقة النظيفة، وتلك المشاريع تشمل توليد طاقة بقدرة 4.2 جيجاوات مما يعزز مساهمة مصر وأفريقيا في مكافحة التغير المناخي.

التحديات والاحتياجات المستقبلية

على الرغم من التقدم المحرز في مجالات التمويل المناخي، إلا أن القارة لا تزال بحاجة إلى تلبية فجوة التمويل المقدرة من البنك الأفريقي للتنمية بنحو 2.8 تريليون دولار خلال العقد الجاري، ويتطلب سد هذه الفجوة تكاتف القطاعين الحكومي والخاص، مع العمل على زيادة حصة التمويل المناخي للقارة في الأسواق العالمية، فضلًا عن تعزيز الشراكات الدولية لدعم التنمية المستدامة.

يعد منتدى «أفريقيا تنمو خضراء للتمويل المناخي» منصة مثالية لتبادل الخبرات وتعزيز الاستثمار الأخضر، وهو جزء من الجهود المستمرة لتخصيص المزيد من الموارد لتحقيق الأهداف البيئية ومواجهة التحديات المناخية المتزايدة في القارة الأفريقية.