نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: لبنان بين تحولات المنطقة والخيارات الصعبة؟!, اليوم السبت 17 مايو 2025 04:04 صباحاًمنذ الإعلان عن إتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان إسرائيل، تعيش الساحة المحلية على ضوء مجموعة من التحولات المتسارعة، خصوصاً على المستوى الإقليمي بعد سقوط النظام السوري السابق، الأمر الذي يفرض تحديات كبرى، ستكون حاضرة بقوة في الفترة الفاصلة عن موعد الإنتخابات النيابية في العام المقبل.من حيث المبدأ، لم يكن أحد في المنطقة يتوقع الإنقلاب الحاصل في المشهد الإقليمي، لا سيما بعد الجولة التي قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على المنطقة، حيث كان الأبرز اللقاء الذي جمعه والرئيس السوري الإنتقالي أحمد الشرع، ما سيكون له تداعياته على التوازنات القائمة، ما لم تحصل المزيد من التحولات في المدى المنظور.في هذا السياق، تشير مصادر سياسية متابعة، عبر "النشرة"، إلى أنه منذ ما قبل إتفاق وقف إطلاق النار، كان من المتوقع أن يكون سلاح "حزب الله" العنوان الأبرز على الساحة المحلية، الأمر الذي تعزز بعد سقوط النظام السوري السابق، من منطلق أن الحزب لن يكون قادراً على إعادة ترميم قوته بسهولة، بعد أن فقد الحاضنة الإقليمية الأهم، خصوصاً أن دمشق لم تكن مجرد الممر لنقل الأسلحة إلى "حزب الله" فقط.بالنسبة إلى هذه المصادر، المسار الذي ذهبت إليه سوريا، في الأشهر الماضية، يؤكد أن المنطقة تتجه إلى المزيد من التحولات، حيث تبدي السلطة الجديدة في دمشق رغبة في الذهاب إلى إتفاق سلام مع إسرائيل، لا يمكن أن يكون من دون تداعيات مباشرة على الواقع الداخلي، سواء على المستوى الإقتصادي أو الأمني، بدليل كيفية تعامل المسؤوليين الأميركيين مع ذلك، عبر دعوة اللبنانيين إلى إتباع النهج الذي ذهب إليه الشرع.قبل نحو أسبوع، ذهب أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم إلى التأكيد أن الحزب لن يخضع للتهديدات والضغوطات، وسيواجه بكل أشكال المواجهة المتاحة وبحسب المرحلة، لكن الأهم تلميحه إلى أن لبنان لا يمكن أن يكون مستقراً بعزل مكون أو بالضغط على الحزب من أجل أن يقدم ما لا يصح أن يقدم، معتبراً أن "هذا البلد يستقر عندما نكون جميعنا متعاونين، عندما نكون جميعنا مستقرين، عندما نعيش جميعنا حياتنا بشكل طبيعي".إنطلاقاً مما تقدم، ترجح المصادر السياسية المتابعة أن تشهد المرحلة المقبلة المزيد من الضغوط على الجانب اللبناني الرسمي، للمبادرة إلى معالجة ملف سلاح "حزب الله" بشكل أسرع، وهو ما أكدت عليه نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، مشيرة إلى أن "الطريق إلى السلام والإزدهار واضح، وهو عبر نزع سلاح الحزب ليس فقط جنوب الليطاني بل من البلد كله".وترى هذه المصادر أن لبنان، على ضوء التطورات في الملف السوري، سيكون أمام معادلة الإلتحاق بالمسار القائم في المنطقة، لا سيما إذا ما نجح على المستوى السوري، أو التعرض لمزيد من الضغوط، خصوصاً من الناحية المالية، حيث ستذهب العديد من الجهات، الدولية والإقليمية، إلى الإستمرار في منع المساعدات، التي يحتاجها لإطلاق ورشة إعادة الإعمار والعجلة الإقتصادية.في المحصّلة، تؤكد المصادر نفسها أنّ الملفّ المحلي لا يمكن أن يفصل، بالجزء الأهم منه، عن المفاوضات القائمة بين الجانبين الأميركي والإيراني، حيث هناك من يدعو إلى إنتظار نتائجها لفهم الوجهة التي ستسير إليه الأمور، لكن في المقابل لا يمكن أن يفصل أيضاً عما يرسم على مستوى المنطقة من مخططات، من دون تجاهل أن نجاح التجربة السوريّة سيزيد أيضاً من الضغوط الداخليّة، رغم الرهان المستمر على المعالجة الهادئة التي يسعى إليها رئيس الجمهورية جوزاف عون.