نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: الشرع من التباهي بمبايعة البغدادي والظواهري إلى مصافحة ترامب؟!, اليوم الخميس 15 مايو 2025 05:03 صباحاًإنطلاقاً من الرعاية الذي يحظى بها من قبل العديد من الجهات الإقليمية الفاعلة، تحديداً تركيا والسعودية وقطر، نجح الرئيس السوري الإنتقالي أحمد الشرع في الحصول على لقاء مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال جولته الخليجية، بعد أن كان قد مهد الطريق إلى ذلك عبر مجموعة من المواقف التي تهم الجانب الأميركي، أبرزها على مستوى العلاقة مع إسرائيل في المستقبل، بالإضافة إلى فتح أبواب الإستثمار أمام الشركات الأميركية.إنطلاقاً من ذلك، يمكن فهم المواقف التي صدرت عن البيت الأبيض، بعد اللقاء الذي تم بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان شخصياً والرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن بعد، حيث تم الإعلان عن دعوة ترامب للشرع إلى الانضمام للاتفاقيات الإبراهيميّة، بالإضافة إلى طرد الفصائل الفلسطينية التي تصنّفها واشنطن إرهابيّة، في مقابل دعوة الرئيس السوري الإنتقالي الشركات الأميركية للاستثمار في قطاع النفط والغاز.من حيث المبدأ، يمكن الجزم بأن الشرع، ذو التاريخ الحافل بالإنتماء إلى منظمات إرهابية، ما كان ليحظى بمثل هذه الفرصة، من دون الغطاء الإقليمي من دول معروفة بعلاقاتها الجيدة مع الولايات المتحدة، خصوصاً أن تل أبيب، بعد سلسلة التنازلات التي كان قد بادر إليها، لم تكن تمانع حصول هذا اللقاء، لا سيما أن الإجتماعات الثنائية بين الجانبين، بالرغم من كل الإعتداءات الإسرائيلية، كانت قد إنطلقت.حضور بن سلمان وأردوغان اللقاء بين ترامب والشرع، دليل على أن الرئيس الأميركي يتعامل مع الملف السوري من منطلق تحميل الجانبين، السعودي والتركي، مسؤولية أي تطور سلبي على هذه الساحة، على قاعدة أنهما بمثابة "الكفلاء"، لتنفيذ الشرع ما هو مطلوب منه في المرحلة المقبلة، بعد أن كانت واشنطن تتعامل مع السلطة الجديدة على قاعدة أنها محل إختبار دائم، وبالتالي تقييم الموقف منها بناء على الخطوات التي ستقوم بها.في جميع التعليقات التي كانت قد سبقت هذا اللقاء على الملف السوري، كان الرئيس الأميركي يؤكد أن أردوغان هو المسؤول عن التطور الذي حصل في سوريا، في حين أن المسؤولين الإسرائيليين كانوا يشيرون دائماً إلى أنهم هم من أسقط الرئيس السابق بشار الأسد، بينما ترامب، عند توتر العلاقة بين أنقرة وتل أبيب، كان قد تدخل شخصياً للحد من الخطوات التي يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، عبر التشديد، خلال اللقاء معه في البيت الأبيض، على أن أردوغان هو الحليف.بعيداً عن هذا المشهد، الذي قد يكون غريباً بالنسبة إلى الكثيريين، لناحية تنقل الشرع من الإنتماء إلى "داعش" ثم "القاعدة"، وصولاً إلى مصافحة رئيس الولايات المتحدة في المرحلة الحالية، بعد أن كان يتهم الحكام العرب بدفع "الجزية" إلى واشنطن، يبقى الأساس هو التحديات التي سيفرضها هذا التحول على المستوى السوري الداخلي، خصوصاً أن قرار رفع العقوبات سيزيد من التحديات التي على السلطة الجديدة مواجهتها لا العكس.في هذا المجال، هذه السلطة كانت ترمي بالمسؤولية عن معالجة العديد من الملفات على عاتق التداعيات التي تفرضها تلك العقوبات، وكانت تدعي عدم القدرة على التحرك في حال لم يُصار إلى رفعها، من دون تجاهل أن الشرع نفسه كان قد وضعها أيضاً كأحد أبرز المعوقات، التي تحول دون معالجة ملف النازحين في البلدان المجاورة، وهو إقتصادياً يستطيع أن يراهن اليوم على المساعدات الخارجية، تحديداً من القوى الإقليمية الراعية له، لكن أمنياً الأمور قد لا تكون سهلة.بناء على ذلك، من الممكن طرح الكثير من علامات الإستفهام حول كيفية تعامل الشرع مع هذا التحدي، تحديداً بالنسبة إلى الفصائل المتحالفة معه، حيث سيكون عليه بذل الجهود لإقناعها بالمسار الجديد الذي قرر الذهاب إليه، لكسب "شرعية" البقاء في السلطة من القوى الخارجية، خصوصاً تلك التي تنتمي إلى منهج "السلفية الجهاديّة"، لا سيما أن هذا المسار ينهي كل السرديّة التي حملوها على مدى سنوات طويلة.في المحصّلة، العنوان الأبرز من المرجّح أن يكون كيفية معالجته ملف المقاتلين الأجانب، نظراً إلى أن طرحه منحهم الجنسية قد لا يكون كافياً، فهؤلاء لم يحضروا إلى سوريا للمشاركة في بناء وطن يحصلون فيه على الجنسية، بل لديهم أهدافهم المعروفة، وقد يجدون في تنظيم "داعش"، الذي لا يزال ناشطاً، الملجأ المفضّل، نتيجة التحولات الذي ذهب إليها الشرع، الذي انتقل من التباهي بمبايعة أبو بكر البغدادي وأيمن الظواهري إلى مصافحة دونالد ترامب.