مع اقتراب موعد عيد الأضحى المبارك 2025، يتزايد اهتمام المواطنين بتفاصيل أحكام الأضحية، وخاصة في الحالات التي تثير الجدل والشك لدى المشترين، مثل شراء أضحية ثم اكتشاف أنها حامل.

وفي هذا السياق، ورد سؤال إلى لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، يتساءل فيه أحد المواطنين: “اشتريت أضحية، وبعد الشراء تبين لي أنها حامل، ولا أستطيع شراء غيرها، فهل يجوز أن أضحي بها؟”.

لجنة الفتوى: الأضحية بالحيوان الحامل جائزة عند جمهور الفقهاء

جاء رد لجنة الفتوى بالأزهر واضحًا، حيث أكدت أن جمهور العلماء من المالكية والحنفية والحنابلة يرون جواز الأضحية بالحيوان الحامل، معتبرين أن الحمل لا يُعد عيبًا مؤثرًا يُخرج الأضحية عن شرط القبول الشرعي.

وبالتالي، فإن الأضحية بالحامل من بهيمة الأنعام جائزة شرعًا عند غالبية أهل العلم.

أما المذهب الشافعي، فقد ذهب إلى رأي مخالف، حيث اعتبر أن الحمل يمنع من صحة الأضحية. وعلل أصحاب هذا الرأي بأن الحمل يُعد نقصًا في اللحم المتاح للانتفاع، وهو ما يخالف شرط الكمال في الأضحية.

ماذا لو وُلد الجنين ميتًا أو حيًا؟

تطرقت لجنة الفتوى إلى مسألة ولادة الجنين أثناء الذبح أو بعده، حيث أوضحت أنه إذا خرج الجنين ميتًا، فإن حكمه كحكم أمه في الزكاة عند الإمام الشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما، سواء ظهرت عليه علامات الحياة أم لا.

أما إذا خرج حيًا، فيجب ذبحه أيضًا، استنادًا إلى ما رواه ابن ماجة في سننه عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ذَكَاةُ الْجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّهِ”، وهو حديث صحيح يدل على أن ذبح الأم يجزئ عن ذبح الجنين إن خرج ميتًا، وإن خرج حيًا ذبح بنفسه.

الأضحية الحامل بين الشريعة والواقع

ترتبط هذه الفتوى بواقع كثير من المواطنين، الذين قد لا يكون بمقدورهم استبدال الأضحية بعد الشراء، خاصة مع ارتفاع أسعار الأضاحي في الأسواق خلال الفترة الحالية.

وقد جاءت الفتوى الشرعية من الأزهر لتطمئنهم بأنه لا حرج في إتمام الأضحية بالحيوان الحامل ما دام مستوفيًا الشروط الأساسية مثل السن والسلامة من العيوب الظاهرة.

ويذكر أن الأضحية سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي من أعظم القربات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه في أيام عيد الأضحى المبارك، والتي تبدأ في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط