القدس - رويترز
أعلن مايك هاكابي السفير الأمريكي لدى إسرائيل، الجمعة، أن آلية تدعمها الولايات المتحدة لتوزيع المساعدات في قطاع غزة من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ قريباً، لكنه لم يفصح عن تفاصيل.
إسرائيل مستبعدة
وقال هاكابي في مؤتمر صحفي، إن العديد من الشركاء تعهدوا بالمشاركة في ترتيبات المساعدات التي ستتولى إدارتها شركات خاصة، لكنه رفض ذكر أسمائهم، قائلاً إن التفاصيل ستُكشف في الأيام المقبلة. وأوضح للصحفيين في السفارة بالقدس: «هناك استجابة أولية جيدة. ستكون منظمات غير ربحية جزءاً من القيادة»، مضيفاً أنه ستكون هناك حاجة إلى إشراك منظمات وحكومات أخرى، ولكن ليس إسرائيل. وتابع: «لن يكون الأمر مثالياً، ولا سيما في بداياته. يمثل إنجاحه تحدياً لوجستياً».
وتقول الأمم المتحدة إن سكان غزة يواجهون أزمة إنسانية متفاقمة مع منع إسرائيل منذ أشهر دخول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني، وتعهدها بتوسيع حملتها العسكرية ضد حركة «حماس»، بعد انهيار هدنة في مارس/ آذار الماضي.
وقال: «سيشارك الإسرائيليون في توفير الأمن العسكري اللازم لأنها منطقة حرب، لكنهم لن يشاركوا في توزيع الغذاء أو حتى في إدخاله إلى غزة». ورداً على سؤال عما إذا كانت إمدادات المساعدات مشروطة بالتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس»، قال هاكابي: «لن تعتمد المساعدات الإنسانية على أي شيء غير قدرتنا على إيصال الغذاء إلى غزة».
إطعام مليون شخص
وقال هاكابي، إنه سيكون هناك عدد أولي من مراكز التوزيع التي يمكنها إطعام «ربما أكثر من مليون شخص» قبل توسيع نطاقها لتصل في النهاية إلى مليوني شخص. وأضاف هاكابي، أن «الأمن الخاص» سيكون مسؤولاً عن سلامة العمال الذين يدخلون مراكز التوزيع وفي توزيع الغذاء نفسه، ورفض التعليق على قواعد التعامل مع أفراد الأمن. وتابع: «كل شيء سيتم وفقاً للقانون الدولي».
وانتقد أقارب الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، الإعلان، وقالوا إن تسليم المساعدات يجب أن يكون مشروطاً بإطلاق حماس سراح 59 رهينة في غزة.
وقال القيادي في حماس باسم نعيم، إن الخطة قريبة من الرؤية الإسرائيلية لعسكرة المساعدات، وأضاف أنها ستفشل، محذراً في الوقت نفسه الأطراف المحلية من أن تصبح أدوات في مخططات إسرائيل.
انتقادات أوروبية للخطة
من المقرر أن يزور ترامب دول الخليج الأسبوع المقبل. ويريد ترامب التوسط في اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل ودول عربية. وكان ترامب أشار إلى إعلان مهم قبيل الرحلة. ولم يتضح بعد ما إذا كان هذا هو ما أعلنه هاكابي اليوم.
وزادت التوقعات بشأن خطة مساعدات جديدة لقطاع غزة الذي عصفت به حملة عسكرية إسرائيلية مستمرة منذ 19 شهراً، ودمرت بنيته التحتية، وأدت إلى نزوح سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريباً عدة مرات.
وانتقد قادة أوروبيون ومنظمات إغاثة خطط إسرائيل للسيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، والاستعانة بشركات خاصة لتوصيل المواد الغذائية للعائلات بعدما تخلت في مارس/ آذار الماضي، عن الالتزام بهدنة استمرت لمدة شهرين في القطاع.
واتهمت إسرائيل منظمات، منها الأمم المتحدة، بالسماح بوصول المساعدات إلى «حماس» التي تتهمها بالاستيلاء على تلك الإمدادات لصالح مقاتليها، أو بيعها لجمع الأموال. وتنفي حماس ذلك.
مواقع توزيع آمنة
وانتقدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) اليوم خطط إسرائيل والولايات المتحدة لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة، قائلة إنها ستزيد من معاناة الأطفال والعائلات.
ويتداول مجتمع الإغاثة مقترحاً لإنشاء مؤسسة إنسانية في غزة تتولى توزيع الغذاء من أربعة «مواقع توزيع آمنة»، وهو ما يشبه الخطط التي أعلنتها إسرائيل في وقت سابق من الأسبوع، وجرى انتقادها لأنها ستفاقم نزوح سكان غزة.
ولم تنجح جهود الوسطاء، الولايات المتحدة وقطر ومصر، في نقل وقف إطلاق النار للمرحلة التالية. وتطالب إسرائيل بنزع سلاح «حماس» بالكامل، وهو ما ترفضه الحركة.
وتقول «حماس»، إنها مستعدة لإطلاق سراح الرهائن، والموافقة على وقف دائم لإطلاق النار إذا انسحبت إسرائيل تماماً من غزة.
وتقول إسرائيل إنها تعتزم توسيع حملتها العسكرية في غزة، ما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من أن سكان غزة يواجهون مجاعة وشيكة.
وتؤكد السلطات الصحية في غزة أن الحملة الإسرائيلية أدت إلى مقتل أكثر من 52 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين.
0 تعليق