صعّدت إسرائيل، أمس الأربعاء، حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على قطاع غزة، مرتكبة أربع مجازر جديدة على الأقل، راح ضحيتها أكثر من 100 قتيل و200 جريح، فيما أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الانتقال للمرحلة الثانية مما يسمى «عملية الحسم»، بينما أعلنت السلطة الفلسطينية قطاع غزة منطقة مجاعة، ودعا خبراء أمميون لتحرك دولي لتجنّب القضاء على فلسطينيي غزة، بالتزامن مع دعوة 108 شبكات حقوقية مجلس الأمن إلى وقف الإبادة الجماعية.قتل وأصيب العشرات بينهم أطفال عصر أمس الأربعاء جراء مجزرة إسرائيلية استهدفت مطعم التايلندي ومحيطه في حي الرمال غربي مدينة غزة، إضافة إلى أعداد أخرى من القتلى والجرحى جراء تواصل القصف الإسرائيلي على أنحاء القطاع. وذكر مكتب الإعلام الحكومي في غزة، أن الجيش الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر دامية، استهدفت بشكل متعمد تجمعات المدنيين والنازحين، وتركزت في قصف مدرستين تؤويان أكثر من 10 آلاف نازح، إضافة إلى استهداف مطعم وسوق شعبي مزدحم بالمدنيين، ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى. وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أمس الأربعاء، مقتل 102 فلسطيني وإصابة 193 آخرين في الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع منذ ساعات الفجر. وكانت وزارة الصحة في غزة أعلنت أمس ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي للقطاع إلى 52653 قتيلاً و118897 مصاباً، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023.وأعلنت كتائب القسام أنها تمكنت من تنفيذ كمين بقوة إسرائيلية راجلة قوامها 10 جنود ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى بين عناصر الجيش الإسرائيلي وذلك في شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وقد اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل 4 من جنوده، أحدهم بجروح خطرة، في انفجار عبوة ناسفة في رفح. وفي هذا الإطار، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، انطلاق «المرحلة الثانية» من خطة «الحسم»، في إطار حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، مشددًا على الحاجة «الفورية والضرورية» لاستدعاء واسع لقوات الاحتياط. وشدد زامير، خلال لقاء عقده مع قادة الفرق والألوية في الجيش، على ضرورة مواصلة القتال «بإصرار وسعي للاشتباك، والالتزام بالانضباط العملياتي»، من أجل تحقيق أهداف الحرب، وقال «نحن في معركة طويلة ومتعددة الجبهات، المعركة لم تنته بعد، وسنواصل القتال حتى إنجاز مهمتنا».من جهة أخرى، ناشد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، أمس الأربعاء، المجتمع الدولي إلى وقف «الجريمة الإنسانية المتعمدة» المتمثلة في «المجاعة»، التي قال إنها ترسخت في قطاع غزة. وأعلن مصطفى في مؤتمر صحفي عقده في مكتبه في مدينة رام الله، قطاع غزة «منطقة مجاعة». وفي هذا السياق، حث أكثر من ثلاثين خبيراً مستقلاً يتعاونون مع الأمم المتحدة الدول، أمس الأربعاء، على أن تتحرّك «الآن» لمنع «القضاء» على الفلسطينيين في قطاع غزة. وشدّد الخبراء الذين يعملون بتفويض من مجلس حقوق الإنسان في المنظمة لكن لا يتكلّمون باسم المنظومة الأممية، على «ضرورة أن تتحرّك الدول لوضع حدّ للإبادة الجماعية الجارية وتفكيك نظام الفصل العنصري وضمان مستقبل يعيش فيه الفلسطينيون والإسرائيليون جنباً إلى جنب بحرّية وكرامة». وكان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أعرب عن قلقه من أن خطط إسرائيل لتوسيع هجومها في غزة تهدف إلى خلق ظروف تهدّد «استمرارية وجود الفلسطينيين كمجموعة» في القطاع. ومن جانبها، أوضحت منظمة العفو الدولية أن إسرائيل تستخدم الحصار والتجويع كوسائل حرب ممنهجة، ما دفع آلاف العائلات إلى حافة المجاعة.من جانبه، أعرب المفوض الأممي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن قلقه الشديد من خطط إسرائيل لترحيل سكان غزة قسراً، مؤكداً أن هذه الخطط تثير مخاوف جدية من فرض ظروف تهدد بقاء الفلسطينيين كجماعة في القطاع، وأن أي تهجير قسري يعد جريمة حرب وفق القانون الدولي.ودعت 108 شبكات حقوقية عربية مجلس الأمن الدولي إلى وقف الإبادة الجماعية وإنهاء الحصار وإنقاذ الحياة في قطاع غزة. كما دعت في عريضة وجهتها إلى مجلس الأمن، إلى الوفاء بواجباته القانونية والأخلاقية والإنسانية بضرورة التحرك الفوري لوقف جريمة الإبادة الجماعية، ووقف القتل الممنهج بالمجاعة والتعطيش، ورفع الحصار عن قطاع غزة الذي يُعتبر عقاباً جماعياً يُجرّمه القانون الدولي، وإدخال كل الاحتياجات الإنسانية بأسرع وقت.إلى ذلك، تتواصل التحذيرات من انهيار وشيك للقطاع الصحي، فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة أن جميع المستشفيات مهددة بالتوقف عن العمل خلال ساعات بسبب نفاد الوقود. وقال مدير عام المستشفيات في غزة، الدكتور محمد زقوت، إن الجيش الإسرائيلي يعرقل بشكل ممنهج إيصال الوقود من مخازن المنظمات الدولية إلى المستشفيات، ما يعمق من أزمة الرعاية الصحية للآلاف من الجرحى والمرضى.(وكالات)