اشتعلت الجبهة بين الهند وباكستان، أمس الأربعاء، وشنت القوات الهندية ضربات جوية استهدفت ما وصفتها ب«معسكرات إرهابية» داخل الأراضي الباكستانية، قالت إنها أسفرت عن تدمير تسعة مواقع، فيما أعلنت إسلام أباد إسقاط خمس طائرات هندية داخل المجال الجوي الهندي، مؤكدة سقوط 38 قتيلاً على الأقل جراء التصعيد. وأفاد الجيش الباكستاني بأن الضربات الهندية ألحقت أضراراً بسد في الشطر الباكستاني من كشمير، وتوعد قائد الجيش الباكستاني بالرد «في الوقت والمكان وبالطرق التي نختارها»، بينما دعت الحكومة الباكستانية المجتمع الدولي إلى إخضاع الهند للمساءلة. وهاجمت الهند أمس الأربعاء باكستان والشطر الباكستاني من كشمير، وقالت باكستان إنها أسقطت خمس طائرات مقاتلة هندية، فيما يعد أسوأ قتال منذ أكثر من 20 عاماً بين الجارتين النوويتين.وشملت الضربات الهندية استهداف إقليم البنجاب الأكثر كثافة سكانية في باكستان لأول مرة منذ الحرب الشاملة الأخيرة بين البلدين قبل أكثر من 50 عاماً، ما أثار مخاوف من تصاعد الأعمال القتالية في واحدة من أخطر المناطق المضطربة في العالم.وقالت باكستان إن الهند «أشعلت جحيماً في المنطقة» وإنها سترد «في الوقت والمكان والطريقة التي تختارها انتقاماً لمقتل باكستانيين أبرياء والانتهاك الصارخ لسيادتها».وذكرت الهند أنها استهدفت تسعة مواقع «بنية تحتية إرهابية» باكستانية، بعضها مرتبط بهجوم شنه مسلحون على سياح هندوس، وأسفر عن مقتل 26 شخصاً في الشطر الهندي من كشمير الشهر الماضي. وأوضحت أن أربعة من تلك المواقع تقع في إقليم البنجاب وخمسة في الشطر الباكستاني من كشمير. وأكدت إسلام أباد استهداف ستة مواقع باكستانية ليس من بينها معسكرات لمتشددين.وذكر متحدث باسم الجيش الباكستاني أن 26 مدنياً على الأقل قتلوا وأصيب 46 آخرون.وقال متحدثان باسم الجيش الهندي «إن القوات الهندية هاجمت مقري جماعتي جيش محمد وعسكر طيبة». وأضافا أن الضربات استهدفت «معسكرات باكستانية» تستخدم كمراكز تدريب وتجنيد ومنصات إطلاق وتحتوي على أسلحة ومنشآت تدريب.وذكرا أن القوات الهندية اختارت الرؤوس الحربية المستخدمة بعناية لتجنب أي ضرر قد يلحق بالمدنيين والبنية التحتية المدنية، لكنهما لم يذكرا تفاصيل الضربات أو الوسائل المستخدمة في تنفيذها.وقال فيكرام ميسري وزير الخارجية الهندي في إفادة إعلامية «أظهرت معلومات مخابراتية وأنماط رصد الإرهاب المتمركز في باكستان أن ثمة هجمات جديدة وشيكة على الهند، لذلك كان من الضروري شن ضربات استباقية واحترازية». وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الباكستاني أنه تم إسقاط خمس مقاتلات وطائرات مسيرة هندية. وقالت مصادر حكومية محلية في الشطر الهندي من كشمير إن ثلاث مقاتلات تحطمت في أماكن متفرقة من منطقة الهيمالايا خلال الليل.وأضافت المصادر أن الطيارين الثلاثة نقلوا إلى المستشفى. ولم يتسن بعد الحصول على تأكيد من وزارة الدفاع الهندية.قالت الشرطة وشهود إن الجيشين الهندي والباكستاني تبادلا أيضاً القصف المدفعي وإطلاق النيران الكثيف عبر معظم الحدود الفعلية في إقليم كشمير المتنازع عليه الواقع بمنطقة جبال الهيمالايا.وأفادت الشرطة هناك بأن القصف أسفر عن مقتل 10 مدنيين وإصابة 48 في الشطر الهندي من الإقليم. وقال مسؤولون هناك إن ستة أشخاص على الأقل قتلوا على الجانب الباكستاني.وخاضت الهند وباكستان حربين منذ 1947 على منطقة كشمير ذات الأغلبية المسلمة، والتي يطالب بها الجانبان بالكامل ويسيطر كل منهما على جزء منها.ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الوضع بأنه «مخز»، وأضاف «آمل أن ينتهي بسرعة».وأشار محللون إلى أن خطر التصعيد أعلى مما كان عليه في الماضي القريب نظراً لشدة الهجوم الهندي، والذي أطلقت عليه نيودلهي اسم «العملية سندور»، وهي كلمة هندية تطلق على مسحوق باللون الأحمر القرمزي تضعه النساء الهندوسيات على الجبين أو الشعر كعلامة على الزواج.وعرضت قنوات تلفزيونية هندية مقاطع مصورة لانفجارات ونيران وتصاعد أعمدة دخان كثيف في السماء ليلاً، وفرار السكان في عدة أماكن بباكستان والشطر الذي تديره من كشمير. وتتجاوز ضربات أمس بكثير ردود نيودلهي على هجمات سابقة في كشمير وجهت فيها أصابع الاتهام إلى باكستان. (وكالات)