نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
احتمالات الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان: قراءة في الأبعاد الإقليمية والدولية, اليوم السبت 3 مايو 2025 03:04 صباحاً
تتزايد التكهنات حول نية إسرائيل تنفيذ اجتياح بري لجنوب لبنان، في ظل استمرار التوترات على الحدود اللبنانية الفلسطينية واستكمال الحرب من طرف واحد ورفض اسرائيل تنفيذ قرار وقف إطلاق النار.
قبل 23 أيلول الماضي كانت السيناريوهات الأقرب للمنطق تستبعد قيام إسرائيل بحرب شاملة على لبنان لاعتبارات عديدة، ولكن النتيجة كانت مفاجئة عندما حصلت وانطلقت بضربات قاسية جداً على حزب الله، أبرزها عملية البيجير واغتيال أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله، وبالتالي يجب القول بحسب مصادر متابعة أن ما قد يقوم به رئيس حكومة العدو يمكن أن يكون مفاجئاً، مهما كانت نتيجة التحليلات.
عندما يُبحث احتمال تنفيذ اسرائيل لعملية برية واسعة في لبنان لا بد من دراسة العوامل المؤثرة في القرار الإسرائيلي، وعلى رأسها الوضع الداخلي في إسرائيل حيث تواجه الحكومة الإسرائيلية ضغوطًا داخلية كبيرة للغاية، وهذا ما قد يفتح الباب أمام احتمالين، إما جعل خيار الحرب صعباً وإما جعله خياراً متاحاً لنتانياهو للهروب إلى الأمام وإعادة جمع المجتمع الإسرائيلي.
أيضاً في سياق الوضع الداخلي الإسرائيلي تبرز مشكلة "التجنيد"، فمنذ اندلاع الحرب على غزة في تشرين الأول 2023، شهدت إسرائيل تعبئة واسعة لقوات الاحتياط، حيث تم استدعاء حوالي 295 ألف جندي احتياطي، بالإضافة إلى 100 ألف جندي في الخدمة النظامية. إلا أن التقارير تشير إلى أن نسبة الاستجابة بين جنود الاحتياط تراجعت مؤخراً بشكل كبير، حيث تتراوح بين 50 إلى 60 بالمئة، وهناك تقارير إسرائيلية تتحدث عن رفض أكبر حالياً.
تعود أسباب هذا التراجع إلى عدة عوامل، منها رفض الحريديم للتجنيد وإرهاق الجنود في الخدمة ومطالبتهم بالراحة واستبدالهم، كما أن عودة الحرب على غزة كان لها الدور الكبير بهذه المشكلة، وبالتالي بحال أراد العدو تنفيذ عملية اجتياح واسعة للأراضي اللبنانية فهذا يتطلب حشد أكبر عدد ممكن من الجنود، مع الإشارة إلى ان الجيش الإسرائيلي لم يُقدم على خطوات كبيرة ضخمة في غزة بسبب عدم حل هذه المشكلة حتى اليوم.
هل هذا يعني أنه لا يُمكن للعدو شنّ حرب برية واسعة على لبنان؟ تقول المصادر أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن صعوبات، ولكن تبقى هذه التقارير قاصرة عن تقديم الصورة الحقيقية للواقع، لأن الإعلام الإسرائيلي هو إعلام موجه من قبل الجيش، وهم يتحدثون بما يُريدون لنا أن نسمع.
ثانياً لا بد أيضاً بحسب المصادر من قراءة الموقف الأميركي، فالرئيس دونالد ترامب وضع منذ بدء ولايته الخيارات العسكرية على الطاولة، ولكنه اليوم يسعى إلى التفاوض والتفاهم مع إيران، وهذا الأمر طالما أنه يسير بشكل جيد، رغم بعض المعطيات السلبية التي برزت مؤخراً، فإنه يشكل سداً أميركياً امام نتانياهو لتصعيد الصراع في الشرق الأوسط إلى مستوى الحرب الكبيرة، ولكن لا يُمكن التعويل بالمطلق على موقف اميركا بما يتعلق بلبنان، فهي من جهة لا تزال تمنح العدو الضوء الاخضر لتنفيذ ما يريده على لبنان، وتساهم إلى جانبه بالضغط لحلّ مسألة السلاح، للوصول إلى السلام الذي يقتنع به ترامب، ومن جهة أخرى تربط قرارتها بمسار التفاوض مع إيران، وهو ما ليس مضمون النتائج بعد.
بينما تظل احتمالات الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان قائمة، فإن القرار النهائي سيعتمد من جهة على توازن القوى بين الرغبة في القضاء على تهديدات حزب الله، والضغوط الدولية والمحلية التي قد تحث على تجنب تصعيد النزاع، ومن جهة أخرى على قدرات الحزب وحجم تسليحه الذي قد يجعل من هذا المشروع "دموياً" على جيش العدو، إنما في ظل هذه الظروف، يبقى الوضع هشًا، ويتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة لتفادي اندلاع حرب جديدة في المنطقة.
تجزم المصادر أن مشروع إسرائيل منذ سنوات هو احتلال جنوب لبنان حتى الليطاني والإستيطان فيه، لكنها حذرة بالجزم ما إذا كان قد يُنفذ اليوم، وبنفس الوقت تؤكد أنه احتمال يظل موجوداً ما دامت موازين القوى في المنطقة لصالح إسرائيل، مع الإشارة إلى أن مشروعاً كهذا سيكون مرتبطاً حكماً بوقائع كل المنطقة وعلى رأسها سوريا.
0 تعليق