نشر في باب نات يوم 26 - 04 - 2025

أمام الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس، أدلى أمس أحد المتهمين في قضية التسفير إلى بؤر التوتر بشهادته، كاشفاً عن مسار انخراطه في الفكر الجهادي منذ سنوات ما قبل الثورة، وتحديداً منذ سنة 2003.
وقال المتهم، وهو أصيل حي الغزالة وكان طالباً بالسنة الثانية بكلية الطب، إنه تعلّم مع عبد الرؤوف الطالبي، أحد المتهمين في قضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد، مشيراً إلى أنه كان يحمل آنذاك الفكر السلفي الجهادي، وقد حاول رفقة عنصر آخر يُدعى رياض اللواتي مغادرة البلاد نحو العراق. وأفاد أنه تم إيقافهما ومحاكمتهما بالسجن، لكنه تمتع بالسراح الشرطي بعد ثلاث سنوات.
وأفاد المتهم بأنه انتمى إلى تنظيم أنصار الشريعة بعد مؤتمر القيروان، وشارك في أنشطة دعوية وخيرية، لكنه نفى أي دور له في عمليات تسفير، مؤكداً أنه أدى الصلاة في جامع ديبوزفيل، الذي يُعرف بأنه ملتقى للتيارات الجهادية، مرة واحدة فقط وبشكل عرضي.
وبخصوص شهادة وردت في ملف القضية تفيد بأنه كان يُعرف بلقب "أبو جهاد" وأنه ساهم في تنسيق السفر إلى سوريا عبر جامع الرحمة بحي الخضراء، اعتبر المتهم أن الشهادة باطلة باستثناء الكنية، موضحاً أنه كان يؤمن بالجهاد في تلك المرحلة، لكنه لم يشارك في تسفير أي شخص.
وفي معرض أقواله، أقر المتهم بوجود توتر شديد بين حركة النهضة وتنظيم أنصار الشريعة، مضيفاً أنه قرر الانسلاخ عن التنظيم عندما اكتشف حقيقته، قائلاً: "في الظاهر يقدمون أعمالاً خيرية، لكن في الباطن هو تنظيم متشدد وإرهابي".
واختتم المتهم بالإشارة إلى أنه كان معارضاً لمبدأ السفر إلى سوريا، ما أثار حفيظة قيادات التنظيم، الذين فرضوا عليه ملازمة بيته وأقصوه من النشاط.
يذكر أن هيئة الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس، أنهت مساء أمس الجمعة، استنطاق جميع المتهمين في ما يُعرف ب"ملف التسفير إلى بؤر التوتر"، والذي شملت الأبحاث فيه عددًا من الإطارات الأمنية والسياسية، أبرزهم:
- علي لعريض، وزير الداخلية الأسبق والقيادي بحركة النهضة
- عبد الكريم العبيدي، رئيس فرقة حماية الطائرات سابقًا
- فتحي البلدي، محافظ شرطة أعلى بمصلحة الحدود والأجانب سابقًا
- سيف الدين الرايس، الناطق الرسمي السابق باسم تنظيم أنصار الشريعة المحظور
وعقب استكمال الاستنطاقات، فُسح المجال لمحامي المتهمين لتقديم مرافعاتهم، إلا أنهم طالبوا بتأجيل الجلسة نظرًا لطول مدتها، والتي تجاوزت 12 ساعة، معتبرين أنهم غير جاهزين للترافع في ذات الجلسة.
واستجابت هيئة المحكمة لطلب هيئة الدفاع، وقررت تأجيل سماع المرافعات إلى جلسة الثلاثاء المقبل...

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.