نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
القصرين: مطالب أساسية ينتظر أهالي عمادة مشرق الشمس تجسيدها على أرض الواقع من اجل حياة كريمة, اليوم الأربعاء 9 أبريل 2025 07:10 مساءً
نشر في باب نات يوم 09 - 04 - 2025
وات - ( تحرير لطيفة مدوخي ) - تحت تخوم سلسلة جبل سمامة، المُعلَن عنها منطقة عسكرية مغلقة، تقبع عمادة "مشرق الشمس" التابعة إدارياً إلى معتمدية سبيطلة في ولاية القصرين، تحيط بها قمم جبلية شامخة تكسوها نباتات الإكليل والحلفاء والشيح والزريقة والمزوكشة، وتشقها أودية عميقة.
يقدّر عدد سكان المنطقة ب4,762 الاف نسمة، وفق إحصائيات سنة 2014 ، وتشكل الفلاحة عمودها الفقري من خلال ما يتوفر بها من أشجار زيتون بعلية تكسو منحدراتها، وبساتين تفاح وخوخ وتين، مع حقول القمح والشعير، تقاوم جميعها العطش بصمت بسبب انعدام منطقة سقوية عمومية وقلة الأمطار.
يعاني جلّ السكان، سيما الذين يقطنون في المناطق المرتفعة (حوالي 300 عائلة) من العطش، نتيجة تأخّر ربط خزان بئر "معمّر" المحدث منذ سنة 2015 بالكهرباء ثلاثي الأطوار، وقد اضطر الاهالي لتعويض النقص المزمن في مياه الشرب ومياه الريّ إلى إعتماد حلول بديلة على غرار حفر المواجل لتجميع مياه الأمطار، رغم محدوديتها وتغّير جودة مياهها حسب المواسم، في حين اختار اخرون اقتناء صهاريج تُنقل يوميًا بواسطة الجرارات إلى التجمعات السكنية النائية بالربايعية والذواودة والونايسية والخيمة والعبيدات، في محاولة لتأمين الحد الأدنى من حاجياتهم المائية اليومية.
وتظل هذه الحلول مؤقتة ومكلفة، وتُبرز الحاجة الملحة للتدخّل العاجل من الجهات المعنية الجهوية والمركزية، لتوفير بنية تحتية مستدامة، تضمن حق السكان في الماء الصالح للشّرب وفي مياه الرّي.
تُعدّ مياه الشّرب ومياه الرّي، من أبرز الأولويات التنموية المطروحة في عمادة مشرق الشمس، وخاصة في مناطق العبيدات والخيمة والونايسية، غير أن الأهالي يتطلعون أيضا الى تهيئة وصيانة المسالك الريفية والفلاحية المهترئة وتعبيد الطرقات خاصة طريق الخيمة-الونايسية وطريق الفتاة الريفية التى تمت برمجة اشغاله منذ سنوات، مع استكمال أشغال تعبيد الطريق الجهوية 84 التي انطلقت في 2020 ثم تعطلت، وتشوب الطريق حاليا حفر تشكل خطرا على مستعملي الطريق، ومن شأن تهيئة هذه الطرقات تسهيل التنقل وفكّ العزلة عن هذه الربوع، وفق عضو المجلس الجهوي للتنمية بالقصرين والنائب عن عمادة مشرق الشمس في المجلس المحلي بسبيطلة توفيق الدبابي.
وشدّد الدبابي في تصريحه لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء، على ضرورة التدخل العاجل لحماية الأراضي من الإنجراف، خاصة وأن منطقة مشرق الشمس تقع في منحدر عند سفح جبل سمّامة، ما يجعلها عرضة لتدهور التربة بفعل العوامل الطبيعية، ودعا في هذا السياق، إلى إحداث مصاطب وحواجز حجزية على مستوى الأودية في منطقتي العبيدات والذواودة ، للحدّ من تدفق المياه وإنجراف التربة، كما طالب بتهيئة "الفسقية "، التي يعود تأسيسها إلى سنة 1960 وتحوّلت منذ أكثر من عقدين إلى مصبّ للفضلات، وذلك بهدف استعادة دورها الأساسي في حفظ المياه والتربة، والمساهمة في تغذية المائدة المائية.
واكد الدبابي على اهمية تهيئة المدرسة الابتدائية "مشرق الشمس"، المُحدثة منذ سنة 1961، وصيانة بنيتها التحتية، بما يتماشى مع المعايير التربوية الحديثة بالاضافة الى تهيئة ملعبها وتعشيبه اصطناعيًا عوضًا عن تغطيته كما هو الحال الآن بالحصى الرملي المعروف ب"التيف"، الذي يُشكّل خطرًا على صحّة التلاميذ ومحظور بموجب قوانين الملاعب المدرسية، وفق تعبيره.
وتشمل المطالب أيضًا، بناء قسم تحضيري ومطعم مدرسي بهذه المؤسسة التربوية، إلى جانب دعم قاعتها الإعلامية المُنجزة منذ سنوات بمجموعة من الحواسيب وربطها بشبكة الأنترنات، بما يضمن حق الأطفال في تعليم عصري في بيئة تربوية متكاملة وآمنة .
وأضاف المتحدث أن أهالي عمادة مشرق الشمس، يتطلعون الى إعادة خدمة البريد المتجوّل، التي انقطعت عنهم منذ فترة جائحة "كورونا"، وذلك في انتظار الإستجابة لمطلبهم القديم المتجدّد والمتمثل في إحداث مركز بريد قار بالمنطقة، بهدف تقريب الخدمة البريدية من المواطنين، خاصة كبار السن منهم والذين يجدون صعوبات في التنقل إلى مركزي البريد بسبيطلة لقضاء شؤونهم اليومية وسحب جراياتهم .
من جهته، دعا المواطن الكافي الدبابي (أصيل عمادة مشرق الشمس)، في تصريح لصحفية "وات" ، إلى ضرورة تحسين وتطوير خدمات مركز الصحة الأساسية بالمنطقة ، الذي يعود تأسيسه إلى سبعينات القرن الماضي، وأكد أهمية دعم هذا المرفق الصحي الحيوي بالتجهيزات الطبية الضرورية والأدوية الأساسية، إلى جانب تعزيزه بالإطارات شبه الطبية اللازمة، وتوفير عامل قار لضمان ديمومة الخدمات الصحية به كامل أيام الأسبوع .
وبين أن هذا المركز يُعدّ الملاذ الوحيد لأهالي المنطقة في ظل غياب مؤسسات صحية قريبة، مما يجعل دوره، محوريًا في إنقاذ الأرواح، خاصة خلال فصل الصيف الذي تكثر فيه حالات الإصابة بلدغات العقارب والأفاعي، ما يستوجب تأهيله بشكل عاجل لضمان التدخل السريع والناجع وتقديم الإسعافات الأولية في الوقت المناسب قبل فوات الآوان.
وعبّر عدد من متساكني مشرق الشمس بدورهم في تصريحات متطابقة لصحفية "وات" عن إستيائهم من الوضعية الحالية لمركز الصحة الأساسية بالعمادة قائلين ان "وجوده كعدمه"، نظراً لعدم تقديمه لأي خدمات فعلية للمواطنين ولغيابه المتكرّر عن أداء دوره الأساسي في الرعاية الصحية خاصة في الحالات الإستعجالية.
وشدّد المستجوبون، على ضرورة إدراج عمادة مشرق الشمس ضمن البرامج التنموية الوطنية، وتمكينها من حقوقها الأساسية في إطار مقاربة شاملة للتنمية المستدامة، وطالبوا، بتوفير الماء الصالح للشرب وإحداث منطقة سقوية عمومية لتطوير القطاع الفلاحي، إلى جانب إنشاء سدّ أو بحيرة لتجميع مياه الأمطار واستغلالها في الرّي وتغذية المائدة المائية.
كما دعوا إلى تحسين البنية التحتية المتدهورة واحداث حواجز حديدية بالطرقات ذات المنعرجات الخطيرة للتوقي من الحوادث، وتوفير مرافق خدماتية متطورة في قطاعات الصحة والتعليم والبريد، إلى جانب احداث فضاءات شبابية وثقافية تُعزّز من اندماج الشباب وتُسهم في تنمية قدراتهم، واعتبروا أن الاستجابة لهذه المطالب من شأنها ضمان الحدّ الأدنى من مقوّمات العيش الكريم، والحدّ من نزيف الهجرة نحو المدن، بما يسهم في إعادة إعمار منطقتهم وتنشيط الحركة الاقتصادية والإجتماعية بها.
ورداً على مختلف مشاغل ومطالب أهالي ومتساكني عمادة مشرق الشمس، كشف مصدر رسمي جهوي في تصريح لصحفية "وات"، أنه تم إدراج مشروع كهربة خزان بئر "معمر" ضمن مشروع التنمية الفلاحية المندمجة بجنوب الولاية، وقال إنه حاليا في مراحل استكمال الإجراءات النهائية بالتنسيق مع الشركة التونسية للكهرباء والغاز، كما أكد أن المشروع سيكون جاهزًا قريبا لتوفير الكهرباء اللازم لتشغيل الخزان وضمان توزيع مياه الشرب بشكل منتظم على سكان المنطقة.
وفي ما يتعلق بإعادة خدمة البريد المتجول للمنطقة، ذكر المصدر ذاته، أنه تم مؤخرًا تسلّم حافلة البريد المتجول التي تم اقتناؤها للغرض، مؤكدا أن العمل جارٍ على تجهيزها لتكون جاهزة للعمل في غضون أسبوع إلى 10 أيام كأقصى تقدير، مبرزا أن هذه الخدمة ستغطي كافة عمادات سبيطلة التي تفتقر إلى مراكز بريد بما في ذلك عمادة مشرق الشمس.
وبخصوص استئناف أشغال تعبيد الطريق الجهوية رقم 84، التي تربط بين معتمديتي العيون وسبيطلة، فقد أشار إلى أن هذا المشروع هو من المشاريع الوطنية التي تتولى وزارة التجهيز الإشراف عليها وأنه تم مؤخرًا فسخ الصفقة مع المقاول المشرف على المشروع بسبب تأخّره في تنفيذ الأشغال وعدم التزامه بالجودة والآجال المحددة، واضاف أنّ وزارة التجهيز فتحت بحثًا قضائيًا في هذا الصدد في انتظار الإعلان عن طلب عروض جديد على المستوى الوطني لاستئناف الأشغال .
ولفت إلى أن جميع مطالب متساكني أي منطقة أو عمادةن يجب أن ترفع عبر نائب المجلس المحلي للتنمية في تلك العمادة، والذي يتولى بدوره رفعها إلى رئيس المجلس المحلي للتنمية بالمعتمدية المعنية ليقوم رئيس المجلس المحلي برفع المطالب إلى رئيس المجلس الجهوي للتنمية، الذي يرفعها إلى رئيس الإقليم ويتم في النهاية إرسال هذه المطالب إلى رئيس المجلس الوطني للجهات والأقاليم، الذي يتولى تصنيفها حسب الأولويات بالتنسيق مع وزارة الاقتصاد والتخطيط ليتم إدراجها ضمن المخطط الجهوي للتنمية.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق