تصعيد إسرائيلي في غزة.. وتحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

صعدت إسرائيل، أمس الجمعة، غاراتها الجوية وقصفها المدفعي على مختلف أنحاء قطاع غزة، ما أوقع 43 قتيلاً وعشرات الجرحى في صفوف المدنيين، وسط تحذيرات أممية من مجاعة وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وأعلنت وكالة «الأونروا» أن أي مساعدات إنسانية لم تدخل إلى غزة منذ أكثر من 3 أسابيع، في حين شدد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية على أن أعمال الحرب الإسرائيلية في غزة تحمل سمات جرائم وحشية، وأكدت مفوضية حقوق الإنسان أن أكثر من نصف شمال قطاع غزة بات خاضعاً لأوامر إخلاء إجبارية، متهمة إسرائيل بانتهاك القانون الدولي عبر عمليات الإجلاء القسرية.
قُتل وأُصيب العشرات من الأهالي، إثر قصف مدفعي وغارات شنها الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، مستهدفاً مناطق متفرقة في قطاع غزة، في ظل مواصلته الحرب، ووقف المساعدات الإنسانية بشكل كامل عن القطاع الذي يواجه مجدداً، خطر المجاعة الوشيك.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة الجمعة أن 896 شخصاً قتلوا في القطاع منذ أن استأنفت إسرائيل غاراتها الواسعة النطاق على القطاع في 18 آذار/مارس. وبحسب بيان الوزارة، شمل هذا العدد 43 قتيلاً خلال الساعات الماضية. وذكرت الوزارة أن عدد القتلى الإجمالي بلغ 50251 منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
واتهمت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إسرائيل، أمس الجمعة، بانتهاك القانون الدولي بتهجير الفلسطينيين قسراً في غزة بموجب «أوامر إخلاء إلزامية». وقال ثمين الخيطان المتحدث باسم المفوضية في بيان أمس بجنيف إنه منذ استئناف حملته العسكرية في 18 مارس، فإن الجيش الإسرائيلي أصدر 10 أوامر إخلاء إجبارية تشمل مناطق واسعة في جميع محافظات القطاع وبات أكثر من نصف شمال قطاع غزة خاضعاً لمثل هذه الأوامر. وأضاف المتحدث أن عمليات الإخلاء تلك لا تتوافق مع متطلبات القانون الدولي الإنساني وأن الترحيل القسري انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني ويشكل جريمة بموجب القانون الدولي.
من جهة أخرى، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس الجمعة إن الإجراءات الإسرائيلية في غزة، والتي تشمل غارات على مناطق مأهولة بالسكان قُتل فيها مدنيون، «تحمل سمات» جرائم وحشية. وأضاف ينس لايركه المتحدث باسم المكتب من جنيف «هناك استهتار صارخ بحياة البشر وكرامتهم. أعمال الحرب التي نراها تحمل بصمات جرائم وحشية». وأوضح «نشهد يومياً مقتل أطفال وعمال إغاثة ونزوحاً قسرياً من دون أي سبيل للعيش». وأشار أيضاً إلى استئناف فصائل فلسطينية في غزة إطلاق الصواريخ. وقال لايركه إن مخزونات المواد الغذائية والطبية تنفد بسرعة كبيرة، إذ منعت السلطات الإسرائيلية دخول المساعدات إلى القطاع منذ الثاني من مارس/آذار.
وذكرت منظمة الصحة العالمية، أمس الجمعة، أن هناك نقصاً حاداً في إمدادات الدم اللازمة لعلاج الجرحى في القطاع. وقال ريك بيبركورن من منظمة الصحة العالمية للصحفيين في جنيف عبر رابط فيديو من القدس «كل ما يتعلق بعلاج الحالات العاجلة ينفد بسرعة. هناك أقل من 500 وحدة دم متاحة. هناك حاجة إلى 4500 كيس دم شهرياً».
وكان المفوض العام لوكالة «الأونروا»، فيليب لازاريني، قال إنه لم تدخل أي مساعدات إنسانية إلى غزة منذ أكثر من 3 أسابيع، وهذه أطول فترة يعيشها القطاع من دون أي إمدادات منذ بدء الحرب الإسرائيلية. وأعلن لازاريني، الليلة قبل الماضية، مقتل 8 من موظفي الوكالة بنيران إسرائيلية في غزة، خلال الأسبوع الماضي، محذّراً من أن «الجوع يتزايد في غزة، بينما يلوح في الأفق خطر انتشار الأمراض، ويستمر القصف الإسرائيلي»، كما ذكر أن «الآباء لا يستطيعون إيجاد طعام لأطفالهم، والمرضى بلا دواء في غزة». وأشار لازاريني إلى أن أكثر من 140 ألف شخص اضطروا إلى النزوح نتيجة أوامر الإخلاء الإسرائيلية، مما يزيد من معاناة السكان الذين يعانون بالفعل من ظروف معيشية كارثية. وشدد المفوض العام للأونروا على ضرورة رفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع، وإعادة فتح المعابر لضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية. ووقف القصف واستئناف وقف إطلاق النار.
يأتي ذلك، في وقت، تواصل إسرائيل إغلاق المعابر وحالة الحصار المطبق على قطاع غزة، ما ينذر بمجاعة وشيكة في القطاع، وسط توقعات بنفاد الكميات المتوفرة من الدقيق والمواد اللازمة لإنتاج الخبز بحلول نهاية آذار/ مارس الحالي، فضلاً عن تقلص كميات المواد المستخدمة في إنتاج الوجبات الغذائية.(وكالات)

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق