كرر المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، أمس الأحد، تحميله حركة «حماس» مسؤولة عن تجدد القتال في قطاع غزة بعد تعثر جهود تمديد اتفاق وقف إطلاق النار، لكنه أوضح أنه منفتح على التواصل مجدداً، بينما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن توتر بين واشنطن وتل أبيب على خلفية فشل مفاوضات التهدئة في قطاع غزة، فيما اعتبر الاتحاد الأوروبي أن «حماس» لا يجب أن تؤدي دوراً في غزة، في وقت أكدت مصر أن العودة لوقف إطلاق النار هو السبيل لإطلاق سراح الرهائن.
وقال ويتكوف في تصريح لقناة فوكس نيوز: «المسؤولية تقع على حماس. الولايات المتحدة تقف إلى جانب دولة إسرائيل». وأضاف: «كانت لدى حماس كل الفرص لنزع السلاح، وقبول اقتراح الخطة المؤقتة». وقال ويتكوف: «هل سنكون مستعدين للتواصل مع حماس؟ بالطبع، سنكون كذلك - لا يختلف الأمر عن الصراع الروسي (في أوكرانيا). نريد إنهاء القتل، لكن علينا أن نكون واضحين بشأن من هو المعتدي، وهي حماس».
من جهة أخرى، كشف ويتكوف، معلومات مثيرة بشأن مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصفقة الرهائن التي تواجه جموداً. وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن ويتكوف أشار في مقابلة مع الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون، إن «الجمهور الإسرائيلي يطالب بعودة الرهائن، بينما يتصرف نتنياهو بما يتخالف مع المزاج العام». وتابعت أن ويتكوف قال خلال المقابلة إن نتنياهو «يعتقد أنه يفعل الشيء الصحيح» من خلال استخدام الضغط العسكري في غزة كوسيلة لإعادة الرهائن. ورداً على تصريحات ويتكوف، والتي وصفت ب«المفاجئة»، قال مصدر من مكتب نتنياهو للقناة 12 إنه «يعتقد أن رئيس الوزراء ملتزم بإعادة الرهائن» وأن «سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتمثل في ضرورة القضاء على حماس، وهي سياسة تتماشى مع أهداف الحرب». وفي وقت سابق، كشفت القناة 12 عن تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل على خلفية فشل مفاوضات التهدئة في قطاع غزة، وعودة العمليات العسكرية، وسط انتقادات حادة لتعامل الحكومة الإسرائيلية مع الملف. وبحسب القناة، فإن الخلافات بين الجانبين لم تتوقف عند التصريحات الأخيرة لويتكوف، بل امتدت لتشمل انتقادات لوزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، أحد أبرز المقربين من نتنياهو، حيث تم اتهامه بتعطيل مسار المفاوضات والتسبب في تأزيم الوضع.
ومن جانبها، قالت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، أمس الأحد، إن موقف التكتل بشأن «حماس» هو أنها لا يجب أن تؤدي دوراً في غزة. وذكرت كالاس، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في القاهرة، أن الاتحاد الأوروبي يعارض الأعمال الإسرائيلية العدوانية وفقدان الأرواح ويجب أن يتوقف القتل وسيخسر الجانبان من هذه الحرب وكذلك يجب على حماس إطلاق سراح جميع الرهائن وأن تسمح إسرائيل بوصول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين. وأشارت إلى أنه من الصعوبة الحديث عن إعمار غزة في ظل استمرار القصف.
وأضافت أن الخطة العربية لإعادة إعمار غزة تمثل مخططاً لإعادة الإعمار، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي على استعداد لتقديم الدعم لإعادة الإعمار في غزة. ومن جهته، أكد وزير الخارجية المصري أن الوضع الراهن في غزة «غير مقبول على الإطلاق» في ظل استئناف العمليات العسكرية ضد المدنيين في القطاع، ودعا إلى العودة لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس». وقال عبد العاطي: «هذا هو الحل العملي والواقعي الوحيد المطروح في الظروف الراهنة، وهو الحل الوحيد، والطرح الوحيد الذي يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن الموجودين في قبضة حماس».
(وكالات)
توتر بين واشنطن وتل أبيب.. وأوروبا ترفض أي دور لـ «حماس» في القطاع

توتر بين واشنطن وتل أبيب.. وأوروبا ترفض أي دور لـ «حماس» في القطاع
0 تعليق